رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب : ولنا فى المقابر أحباب فى رحابهم نعود إلى الله

بات من الثوابت فى حياتى أن أخلد إلى نفسى فى نهاية الأسبوع أراجع معها مجريات الحياه ، وأتأمل أحوال الناس ، وأضبط إيقاع النفس ، وأتعايش مع الأحباب بكل وجدانى ، وأبتعد عما يعكر الصفو ، فى حياه طغت فيها الماديات على الروحانيات فتحول المجتمع إلى مجموعات كل فيها يصارع الآخر ويعمل على سحق إراته ، وحقا ماأروع رفقة الكرام ومحبة الأفاضل ، والقرب من أصحاب القلوب الطيبه . 

لتعميق ذلك فى النفس دائما ماتكون الزياره لمقابر بلدتى بسيون ، والتجول فى رحابها لزيارة الأحباب فى القلب منهم أستاذى الجليل الكاتب الصحفى الكبير والمؤرخ العظيم جمال بدوى ، ورفقاء العمر المحاسب سعيد سقيطه ، والدكتور سعيد القسطاوى الأستاذ بصيدلة الأزهر والنبيل الأستاذ قطب الخطيب ، والفاضل الكريم الأخ عاصم السعداوى ، والغالى الحاج عصام لطفى ، والحبيب رجل القانون الأستاذ سمير بدوى المحامى ، ورفيقى دربى السياسى والنيابى الأحباب الكرام الأستاذ إبراهيم القليط ، والمحاسب عبدالمنعم صحصاح رحمهما الله تعالى ، فى رحابهم أشعر بالطمأنينه ، والزهد فى الحياه ، والإنتباه إلى أنها لاتساوى عند الله جناح بعوضه . 

 كلما وطأت قدماى  مدفن أسرتى بمقابر بلدتى بسيون التى فيها دفن أمى وأبى أحب الناس إلى قلبى ، وأعمامى ، وخالى ، وأجدادى أغلى الناس ، وكذلك عندما أتجول فى المقابر أطيل التفكير والتأمل كيف لبشر لاينتبه لما تضمه تلك القبور من قامات ، كما تضم أيضا وفق مشيئة رب العالمين سبحانه من يفترى على الناس ويظلمهم ، ويأكل حقوقهم ، ويحول حياتهم إلى جحيم فى تلك الحياه الفانيه ، ولاينتبه أنه فى النهايه سيكون فى قبر لاونيس ، ولاأنيس فيه إلا عمله الصالح ، وجبر خاطر منكسر ، ودعوات الطيبين ، وهذا الجبر للخاطر يدخل الجنه حتى ولو كان لكلب ، فما الحال بالنسبه للإنسان ، حيث ورد  في الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله عنه قال " بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به . "  هذه المرأة سقت كلبًا كاد أن يهلكَ ، ففعل الله بها هذا ، فكيف بمن أسقى الناس وأطعمهم وكساهم؟ فرحمة الله واسعة ، وكرمُه لا حدود له .  كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) . 

نعـــم .. ياأيها الإنسان ماأضعفك ، ماأهونك ، بادر بتقديم الخير وجبر الخاطر ، إتقاء لله تعالى رب العالمين ، إنتبه للظلم لأن الظلم ظلمات يوم القيامه . ولنا فى تجارب الحياه آيات بينات ، ويبقى على الإنسان أن يدرك أنه إلى زوال . تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أن لنا فى المقابر أحباب فى رحابهم نعود إلى الله .