رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

ناصر أبو طاحون يكتب: أنا و شادية .. غاب القمر يا ابن عمى

ارتبطت الفنانة الجميلة شادية فى خيالى باول مشهد طالعته عينى على شاشة التلفزيون، ولهذا قصة سأرويها لكم لو عندكم وقت
و اللى ماعندوش وقت أبقى أقولها له فى وقت تانى

كنا فى صيف عام 1972 او 73 لا اتذكر
فقد كنت تلميذا فى الصف الثالث الإبتدائى و ربما الثانى موش فاكر

فى هذا العام قرر مجموعة من طلبة الجامعة ، بقرية أبوحمر -  إنهم يستغلوا فصل الصيف لفتح فصول تقوية فى المدرسة لتهيئة التلاميذ الصغار قبل بداية العام الدراسى الجديد و شرح المناهج لهم

هما تقريبا كانوا الطلبة كلهم ، لأن الدنيا كانت محدودة و الأعداد موش بالكثافة بتاعة الأيام دى
المهم الطلبة المحترمين دول قرروا يقوموا بالعمل الجميل دا ، كلهم الأن على المعاش بعد أن أدوا رسالتهم السامية فى خدمة المجتمع
 
أه  المجتمع كان متكافل و مصدق نفسه و بيبنى  و بيساعد بعضه
الجامعيون قرروا و الشعبيون و التنفيذيون ساعدوهم و أولياء الأمور بعتوا العيال  و تم فتح فصول التقوية فى المدرسة

إحنا بقى سمعنا فى بلدنا - التى تبعد عن أبوحمر بمسافة واحد كيلو متر - عن الموضوع دا
فقررنا نروح نستفيد و ندرس
ما كانش حد يقدر يسمع عن حكاية زى دى و يتهرب و إلا وصم بانه بليد وموش نافع

 حشدنا نفسنا فى مجموعة كبيرة لنتساند على بعض و نونس بعضنا لنذهب إلى هناك ليلا
الدراسة كانت بالليل ، فلا يوجد ترف تفرغ أبناء الفلاحين فى الصيف نهائيا
بعد انتهاء الاعمال الحقلية الشاقة نهارا نذهب الى أبو حمر ليلا للدراسة

رغم أن الطريق موش طويلا لكنه الليل و الظلام و إحنا عيال صغيرة
صحيح لم نكن نعرف الخوف  ولكن كانت السكة الزراعية يحفها المقابر التى كانت تقع على اول البلد

خلينا فى موضوع شادية علشان مانتوهش و النبى

فى  إحدى هذه الليالى كان تلفزيون المقهى الصغير الذى يقع فى قلب شارع "السويقة" بأبوحمر مفتوحاً و تطل منه شادية تغنى  لتغنى اغنيتها الشهيرة انا وقلبى يا روح قلبى
كنت اسمعها فى الراديو و ربما احفظها
ولكنى الأن امام حدث فريد و جديد، صندوق تطل منه سيدة تلمع  و تشدو بأغنيتها الجميلة

اسعدنى يوم.. و صالحنى فيه 
تحيى أمالى 
دا أنا قلبى فاض  م اللى فيه 
بعدك يا غالى
أنا و قلبى  ياروح قلبى 
حياتنا بيك 
يا روح قلبى

تسمرت فى الشارع امام الشاشة ، بالفعل هذا ما حدث، لتنطبع فى ذهنى صورة و صوت شادية و هى تغنى الكوبليه الذى صافح عينى و أذنى من شاششة التلفزيون لأول مرة فى حياتى
لم تكن بلدنا قد عرفت الكهرباء بعد، و بالتالى التلفزيون، اول مرة اشاهد التلفزيون رأيت شادية و هى تغنى إحدى روائعها، و لازلت متذكراً للمشهد بتفاصيلها و كأنه حدث منذ لحظات
أحببت التلفزيون و احببت شادية منذ تلك اللحظة 
و ربما احتجت بعد ذلك للتسلل الى ابو حمر ليلا لمشاهدة التلفزيون فى مناسبات أخرى  خصوصا فى أعقاب حرب اكتوبر و العروض العسكرية اللى كنت باعشقها   و الحاجات دى ، بخلاف مباريات كرة القدم و لكنها كانت فى النهار فلا تحتاج للمغامرة الليلية
فى العام التالى قرر طلبة الجامعة فى بلدنا ان ينفذوا مشروع فصول التقوية  و نفذوه بنجاح مبهر  و تلك قصة أخرى سأحكيها فى وقت أخر   
غاب القمر و رحلت شادية  بعد أن أثرت وجداننا بالفن و الطرب  و تركت تراثاً جميلا يثبت أننا اخذنا كل حاجة حلوة فى الفن  فى زماننا  و تركنا للى بعدنا  عمرو دياب و تامر حسنى 

ملحوظة :
انتظرنا حتى صيف عام 1976 لتدخل الكهرباء قريتنا