وسط مركز السنطة و في قلب مساحة كبيرة تتخطى ١٢ ألف فدان من العنب تقوم إحدى الصناعات المهمة و التي حققت فيها بلادنا قفزة كبيرة جدا و هي صناعة الزبيب
و بعد أن كنا مستوردين للزبيب استطعنا تحقيق نقلات سريعة نحو الاكتفاء ثم إلى التصدير، بل و المنافسة بجودة تتفوق على أكبر المنتجين في العالم.
كل هذا يتم في قرية مصرية اسمها شنراق بمركز السنطة محافظة الغربية بفضل جهود مواطنين شرفاء و صناع وطنيين، أمنوا بصنعتهم ،و عملوا على تطويرها و الاستثمار فيها، رغم ما يواجهون من تحديات و مصاعب و تعقيدات و روتين حكومي معرقل
و يكفي أن تعرف أن التصدير المصري للزبيب لا يتم باعتباره منتج مصري ، بل يتدخل منتج خارجي يتحصل عليه و يبيعه باسمه، و ذلك بسبب صعوبات محلية تفرضها الحكومة و عراقيل تضعها البيروقراطية في وجه الصناع .
و بينما الفضاء يضج بدعاوي التصنيع و أهميته، و القيمة المضافة التي يجب أن نحققها مع منتجنا الزراعي، إلا أن الواقع يكذب ذلك تماما، فما يجري على الأرض خلفه أبطال يقاتلون لكي يقدموا للبلد و لأنفسهم و لمجتمعهم شيئا نافعا ، بينما أجهزة الدولة تطاردهم مطاردة اللصوص
و لك أن تتخيل أن مستثمر ا ضخ استثمارات تتخطى ٢٠ مليون جنيه في معدات مصنع الزبيب في تلك القرية، ثم يقول في حضور لجنة الزراعة بمجلس النواب و محافظ الغربية:" أنه يشعر بالرعب كلما رأي سيارة اتنين كابينة "، في إشارة لسيارات أجهزة الحكومة التي تأتي لتحرر محاضر او تهدد بالغلق!!
الأسبوع الماضي كانت شنراق على موعد مهم لزيارة قام بها اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية بصحبة لجنة الزراعة بمجلس النواب برئاسة اللواء هشام الحصري بدعوة من النائب عامر الشوربجي نائب السنطة.
و قد لخص النائب هشام الحصري رئيس لجنة الزراعة الموقف بجملة حاسمة بعد الاستماع لأهالي شنراق عندما قال :"ليس من المقبول أن تُخصص أراضي لصالح بناء مول و لا نجد أرض لبناء مصنع"
و أمام تحديات وجود أكثر من ١٢ مصنع للزبيب في القرية أبدى الصناع استعدادهم لتنفيذ أي مطلب حكومي مقابل تأمين استمرارهم في العمل ، جاء اقتراح النائب عامر الشوربجي بمنح تراخيص مؤقتة لكي يتسنى للمصانع اولا العمل بأمان و ثانيا بالتبعية سيتم الحصول على السجل الصناعي الذي سيسمح لهم بالتصدير ليفتح بارقة أمل امام الجميع
و هو ما تم الاتفاق عليه في اللجنة
غير أن الاقتراح الاهم كان في العمل مع وزارة الزراعة على تخصيص قطعة ارض ضمن مزرعة الجميزة المجاورة لشنراق لكي يتم انشاء منطقة صناعية لمصانع الزبيب عليها.
لقد سعدت بمصاحبة اللجنة في زيارتها، و رأيت ما كنت اسمع عنه من قبل، و تأكدت أن هناك أبطال منتجين في زوايا منسية في بلادنا ، و يجب علينا أن نعطيهم حقهم بإظهار جهدهم و تشجيعهم و دعمهم بلا حدود لكي يستمروا في العمل و الإنتاج .
بداية من فلاح العنب و بطولاته مرورا بكل المراحل للوصول إلى المنتج الذي ينافس على أرفف اقوي محلات السوبر ماركت في العالم
لقد رأيت معدات على أحدث الطرازات من اخر ما وصل إليه العلم في هذه الصناعة ، لكنها كانت في أماكن لا تليق بها، حيث المعوقات التي تمنع استكمال المصنع بشكل حقيقي..
معدات بملايين وليس فوقها سقف بل غطاء من الخيش، و مصانع بلا أسوار بل سواتر من قماش.. فهل هذا يليق و نحن نطالب بالتصنيع لزيادة المدخولات و منع الاستيراد ؟؟
بقدر ما تسعدك وجود قرية منتجة و عمال يعملون و دخول مرتفعة، لكن الصورة تحتاج الاكتمال بعمل حكومي جاد و تعاون بين وزارات الزراعة و الصناعة و ربما نحتاج لتعديلات تشريعية في بعض الملفات لكي تستمر عجلة الإنتاج
و نكمل ان شاء الله في ملفات قرى الغربية المنتجة في مقالات قادمة