رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

نادية هارون تكتب: سوريا .. هل كانت الصفقة بين الداعمين وأمريكا؟

كانت المعارك دائرة على مدى سنوات على الأراضي السورية ، مناطق يتم إحتلالها وأخرى يتم إستردادها ، وظلت المعارك سجالاً بين جماعات مسلحة إرهابية وجماعات منشقَّة عن الجيش السوري وأخرى تم تكوينها ، وأسماء لا نعلم متى أو كيف أو لماذا دخلت المشهد مدعومة من تركيا ،  وبين النظام السوري وما لديه من دعم روسي مقابل قواعد عسكرية في مواجهة قواعد أمريكية في المنطقة ، ودعم إيراني وجد لنفسه موطيء قدم فأرسل الحرس الثوري كمستشارين عسكرين فكان أحد أذرع إيران في المنطقة.

الغريب والمحيِّر في الأمر أن النظام كان قد إستعاد سيطرته على أراضيه ، ولكن وخلال أيام معدودة سقطت سوريا بل وسقط النظام ، والسؤال كيف تم خلال أيام ما عجزت عنه الجماعات خلال سنوات؟ وكيف ترك الداعمون النظام ؟ أين ذهبت كل من روسيا وإيران ؟ وهل هناك علاقة بين تولي ترامب الإدارة الأمريكية ووعده بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط؟.

لا أفهم مما حدث الا أمراً واحداً ، ثمة صفقة بين الأمريكان وإيران من جانب والأمريكان وروسيا من جانب آخر ، وتفاهمات على ملفات بين الداعمين لسوريا وبين أمريكا كان الثمن فيها تسليم سوريا للجماعات الممولة من الغرب وتركيا ، ففي الوقت الذي إشتعلت فيه المعارك في الداخل السوري ناشد الأسد إيران رسميا بتقديم الدعم بينما إيران ماطلت وظلَّت تدرس ( ثم عاد يفكر ويفكر).

السيناريو المنتظر لسوريا لا يختلف عن ما حدث في العراق ، سوريا ذات طبيعة عقائدية وستقوم الجماعات بتوجيه غربي بتقسيم الأراضي السورية حسب مكونات المجتمع بين أكراد وشيعة وسنة ودروز وغيرها ، وستنعم إسرائيل بالجولان دون منازع ، وسنرى عراقاً جديداً يكون لإيران فيه مكاناً معلوماً .

ليعلم كل من كان يهلل لإيران وينتظر منها تحرير القدس وتحرير الجنوب اللبناني أنها قضية مصالح لا قضية دين أو أوطان ، وحين جاء الوقت لقطف ثمار تواجدها في سوريا أبرمت الصفقة وتركت سوريا فريسة للكلاب ، أما ما يخص غزة والجنوب اللبناني فسيأتي عليهما الدور لعقد صفقات جديدة ، فإنتظروا إنَّا معكم منتظرون.