أثارت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حالة من الجدل والبلبلة في مدينة زفتى بمحافظة الغربية، عقب نشر خبر كاذب عن وفاة إحدى سيدات المدينة على الطريق الدائري في القاهرة. تضمن المنشور صورة بطاقة الرقم القومي لسيدة متصمًا صورتها الشخصية، ما زاد من تأثير الخبر على المتابعين.
خبر عار من الصحة
وتبين لاحقًا أن ما نشر على الجروب الذي يحمل اسم مدينة زفتى، عارٍ تمامًا من الصحة. وأكدت مصادر مقربة من السيدة أن الخبر المفبرك كان السبب في حالة من الهلع داخل أسرتها، حيث انهالت الاتصالات عليهم للتحقق من الواقعة. وفي خضم هذه الضغوط، أصيبت والدة السيدة بصدمة عصبية وجلطة نُقلت على إثرها إلى مستشفى زفتى العام لتلقي العلاج اللازم.
مطالب بالتحقيق ومحاسبة المتسببين
من جهته، طالب أهالي مدينة ومركز زفتى المشرفين على الصفحة بمراقبة المنشورات التي يتم نشرها والتأكد من صحتها قبل السماح بنشرها، كما دعوا إلى تحديد هوية صاحب الحساب الذي نشر الخبر الكاذب ومحاسبته قانونيًا، منعًا لتكرار مثل هذه التجاوزات التي تُحدث أضرارًا نفسية واجتماعية جسيمة.
تحرك قانوني من الأسرة
وفي تصريح خاص، قال أحمد بحيري، زوج شقيقة السيدة، إن هذا الخبر الكاذب تسبب في أضرار بالغة للأسرة، وأكد أن العائلة لن تتهاون في هذا الأمر، وانه تم إتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين عن نشر هذه الشائعة المغرضة، حيث تم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة مدينة زفتي، وأضاف: "ما حدث لا يمكن السكوت عليه، فقد تجاوز الأمر حدود المُزاح أو الأخطاء العادية، ووصل إلى التسبب في أزمة صحية خطيرة".
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها صفحات "فيس بوك" لنشر شائعات تثير البلبلة في المجتمع، وهو ما يبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة تداول الأخبار الكاذبة، إضافة إلى فرض رقابة مشددة على هذه الصفحات لضمان مصداقية ما يتم نشره.
تحذيرات من تداول الشائعات
من جهته، يُحذر الدكتور محمد طاهر، المدرس بكلية الخدمة الإجتماعية، وأحد خبراء تنظيم المجتمعات، من خطورة تأثير الأخبار الكاذبة على المجتمع، حيث تؤدي إلى إحداث حالة من الاضطراب بين المواطنين، وتسبب أضرارًا نفسية واجتماعية بالغة.
كما يشدد على ضرورة تحري الدقة عند تداول المعلومات، والاعتماد على مصادر موثوقة، خاصة فيما يتعلق بالأخبار ذات الطابع الإنساني والاجتماعي.