أحسن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء صنعا عندما إلتقى الأربعاء الماضى بعدد من المستثمرين في القطاعات المختلفة ، حيث تم إستعراض التحديات التي تواجه القطاع الخاص ، والاستماع إلى تصوراتهم ورؤاهم حول الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الدولة للتحرك في مختلف القطاعات خلال العام القادم ، إكتسب اللقاء أهميه لأنه يأتى فى إطار سلسلة اللقاءات التى يعقدها مدبولى مع فئات المجتمع والتى بدأها بلقاء الزملاء الصحفيين ورؤساء التحرير والكتاب والمفكرين ، لاشك أنه كان لهذا اللقاء مردود رائع مجتمعيا تعاظم هذا المردود عندما أدرك الجميع أن اللقاء إنطلق من المصارحة ، والكلام على المكشوف بدون تزيين للأمور ، والحديث بكلام مرسل ، وعبارات منمقه ، وكنت أتمنى أن يحضر اللقاء كثر من الذين أبدعوا فى هذا المجال متمنيا لها الإستمراريه والدوام وارى ذلك منطلقا هاما لتدوير الشخصيه المصريه والإستفاده من إبداع المستثمرين وتذليل العقبات التى تعترضهم للإنطلاق بحق فى بناء إقتصاد قوى ، متمنيا أن تشمل اللقاءات المبدعين فى كافة المجالات المجتمعيه خاصة السياسيه ، شريطة أن تضم كافة التيارات السياسيه والفكريه ، وأن تكون الرؤي المطروحة تتسم بالشفافية والوضوح ، لأن الهدف واحد هو هذا الوطن الغالى والمواطن المصرى صاحب الوطن .
هذا اللقاء جعلنا نتناول الشخصيه المصريه بعمق ، لأنها وبحق عظيمة القدر ، رفيعة الشأن ، تستطيع أن تقود ، وتسود ، وتنهض بالمجتمع فى كافة المجالات سياسيه ، كانت أو مجتمعيه ، أو حتى على المستوى الشخصى متى منحت الفرصه ، وتوافرت لديها الإراده ، وليس أدل على ذلك من أن المصرى القوى والمجتهد يكون قياده فى أى دوله ، ويلعب دورا هاما فى النهوض بالمكان الذى يعمل به ، لكنه فى وطننا الغالى يصاب بالإحباط ، وقد ينعته البعض بالفشل ، لحالة الكسل والخمول التى تعتريه ، دون إدراك أن مرجعها تبنى الشخصيات الضعيفه لسهولة قيادتها ، وتهميش القاده وأصحاب الخبرات لصعوبة ترويضها لتصمت عن المساخر ، وتتعايش مع الأباطيل ، والمشاركه فى الضلالات ، رغم أن من أولى عوامل النجاح أن يكون هناك حوار وإستماع لمايقال بإنصات ، والإختلاف معه برقى ، أو الأخذ به بإحترام .
علينا أن نعترف إذا كان لدينا رغبة حقيقيه وصادقه لتصويب هذا الخلل أننا لدينا حاله من التحريف فى المكون الشخصى للأفراد ، الذين تلاشى المؤثرين منهم هؤلاء الذين كانوا يحتضنون الناس بحق فى كل شارع ، وحاره ، وزقاق ، لذا كانوا محور إرتكازهم من واقع الحياه ، وإفتقاد الشخصيه المحوريه المؤثره ، وأتصور أن إستعادة إنتاج الشخصيات المجتمعيه المؤثره فى الشارع بات من أهم الموضوعات وأخطر القضايا ، لاأعنى بإعادة إنتاج تبنى شخصيات هلاميه القيمه ، لهذا الغرض النبيل ، إنما أعنى الدفع بالمحترمين الذين ٱثروا السلامه ، وأغلقوا على أنفسهم بيوتهم بعد تنامى الهزل ، وتبنى الشخصيات الهزليه ، الضعيفه ، وهنا يقع على الأجهزه العبأ الأكبر، لأنها يتعين عليها التفاعل ، والتقارب مع تلك الشخصيات ، والإستماع إلى خبراتهم خاصة وأن مكانتهم المجتمعيه رفيعه ، لايبهجهم أن يكونوا جلوسا مع من يسعى للقرب منه كثر بالاجهزه ، وإبعاد النوع الٱخر من الشخصيات عن صدارة المشهد المجتمعى ، وحتى السياسى ، وفورا بعد أن أحدث تبنيهم تقزيم خطير للواقع السياسى ، وتدهور للواقع الحزبى .
أتصور أن من أهم الدروس المستفاده فى الحياه ضرورة الإنتباه إلى هذا الموضوع الخطير ، والبحث عن مخرج ، ، لعزوف أصحاب الخبرات والشخصيات المحوريه عن الواقع السياسى ، وحتى الحزبى طواعية وعن طيب خاطر ، بعد تنامى الهزل بل وتبني مرتكبيه ، وحتمية الإنتباه لخطورة تقارب الأجهزه والقائمين عليها من الشخصيات الضعيفه التى لاقدر لها ، ليس فى الشارع فحسب ، إنما فى أقرب الناس إليها ليسهل إعطائهم التعليمات ومعاملتهم معاملة الأسياد للعبيد ، وإدراك أن هذا يجعلهم قريبين من المواطن ، لكن يتعين أن ينتبهوا إلى أنه كلما كان من يتواصلون معهم ذا قدر بالمجتمع ، ولديهم رؤيه يستطيعوا أن يطرحونها بصدق وشفافيه ، ويدور بشأنها حوار ، يكون المردود رائع على الوطن ، وإدراك أن الشخصيات التى تتلقى التعليمات دون قناعه ، أو نقاش المردود لها فى الشارع ، وهنا يستحضرنى ماقاله لى أستاذى العظيم مصطفى شردى ذات يوم فى بدايات عملى الصحفى ، منذ مايقرب من أربعين عاما تعقيبا على تحفظى أن قدمنى لصديقى الدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف بزميلى وصديقى محمود الشاذلى ، وأنا شاب لاشأن لى فى الصحافه بعد ، ولاقيمه حققتها ، من أنه يريد أن يكون رئيسا على كبار وليس أقزام .
خلاصة القول .. نتعايش كل ذلك ونحن لاشك مقبلون على مرحله جديده بالحياه لها علاقه بواقعنا السياسى ، والمجتمعى ، والإقتصادى ، جاء مواكبا للوضع العربى المتأجج ، والدولى الغامض ، بعد الذى حدث فى سوريا ، ومايحدث بغزه ولبنان ، يستلزم تضافر الجهود ، وتوحيد الصف عن حق ، وصدق ، وليس عبر الشعارات المزيفه ، والهتافات الممجوجه ، والبروباجندا الخادعه ، فنحن فى مرمى نيران الإستهداف الصهيونى ، الأمر الذى معه يتعين أن نستهدف جميعا غايه واحده هى حماية الوطن ، والحفاظ على المقدرات ، وصون العرض ، والأهل ، والكيان ، وإحداث تنميه إقتصاديه حقيقيه ، والإستفاده من كافة الآراء التى يطرحها المتخصصين ، ووضعها على الفور موضع التطبيق ، خاصة ماطرحه المستثمرين على رئيس الوزراء ولهذا رؤيه تابعونى .