تشير دراسات حديثة إلى تزايد الأدلة حول التأثيرات المستمرة لكوفيد-19 على الصحة العقلية والجسدية. في دراسة شملت 114 مريضا مصابا بكوفيد-19 طويل الأمد في إسرائيل، أظهرت النتائج ارتفاعا في معدلات الاضطرابات النفسية، حيث أُصيب 46% من المرضى بالاكتئاب، و21% باضطرابات القلق العام، و76% يعانون من اضطرابات النوم، و95% شهدوا تغيرات معرفية ملحوظة.
أما الدراسة الثانية، التي أجراها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فقد أكدت أن نسبة انتشار كوفيد طويل الأمد في البلاد في عام 2021 بلغت 29.9%، حيث لم يتمكن 77.2% من المصابين من العودة إلى صحتهم السابقة في فترة تراوحت بين 8 و60 أسبوعًا بعد الإصابة.
الدراسة الأولى، التي نشرت في مجلة BMC Infectious Diseases، استخدمت استبيانات متعددة لقياس الاضطرابات النفسية مثل مقياس القلق العام (GAD-7) والاختبارات الخاصة بتدهور القدرة المعرفية وجودة النوم.
أظهرت النتائج أن غالبية المرضى يعانون من اضطرابات نوم شديدة وفقدان في الذاكرة والتركيز، بما في ذلك ما يعرف بـ "ضباب الدماغ".
وأوضحت الدراسة أن الدعم الاجتماعي كان له دور في تخفيف معاناة المرضى نفسيا، حيث أن الأشخاص الذين عانوا من العزلة الاجتماعية أثناء مرضهم كان لديهم نتائج صحية نفسية أسوأ.
الدراسة الثانية، التي نشرت في Clinical Infectious Diseases، أظهرت أن 30% من المصابين بكوفيد-19 في الفترة ما قبل السلالة دلتا (من مارس حتى ديسمبر 2020) عانوا من كوفيد طويل الأمد.
كما أظهرت أن 75% من المرضى لم يعودوا إلى حالتهم الصحية السابقة بعد 60 أسبوعا من الإصابة، وكانت الأعراض التنفسية، وأعراض الجهاز الهضمي، والإرهاق المزمن من العوامل الرئيسية التي ساهمت في تأخر الشفاء.