رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب : وقفة مع الذات

حيث نكون فى نهاية الأسبوع وعلى مشارف عام جديد تعايشت مع نفسى حيث ألملم شتاتها من عام مضى بكل تداعياته السلبيه ، ولعل ماأرجع لنفسى السكينه رساله تلقيتها من أكارم فضلاء كانوا فى كرب ،  ومحنه قاسيه ، وسخرنى الله تعالى وإستعملنى لأكون سببا فى فك كربهم بمشيئة الله تعالى ، وإخراجهم  معافين من محنتهم ، ونالنى من دعائهم ماأدعو الله تعالى أن يتقبل ، تواصلوا معى ، أخرجونى من عزلتى ، أخجلونى بكلماتهم الطيبه ، وفى هذا المقام وجدتها فرصة أذكر نفسى وأذكركم بأهمية جبر الخاطر ، والإخلاص فى تقديم المساعده لمن يطلبها خاصة المكروبين الذين شل تفكيرهم هول الصدمه التى يتعرضون لها ، لعل ماجعلنى أتعايش هموم المكروبين ، فى القلب منهم ماوفقنى به رب العالمين حيث جعلنى عز وجل سببا فى فك كربهم ، مواقف كثيره عايشتها على المستوى الشخصى عبر سنين عمرى ، بسبب السياسه ، والإنتخابات ، ومكائدها وشائعاتها كنت متألما منها وفى حاجه لمن يطيب خاطرى ، ويزيح همومى ، وينصفنى ، ويشعر بأنين قلبى من الوجع على تصرفات الصغار ، إلى الدرجه التى لعنت فيها السياسه والسياسيين ، لذا كان عهدى أمام ربى ألا أخذل أحدا ،  ويطيب لى أن أذكر نفسى وأذكركم بأهمية ذلك على المستوى الإنسانى ، ورد الفضل لأهله .
لعله من الواجب التأكيد على أننى سأظل مدينا بفضل إنصاف لى أدركته كان أصحابه ، صديق العمر وعشرة السنين الطوال إبن الأصول معالى اللواء سليمان نصار مساعد وزير الداخليه السابق القيمه والقامه والتاريخ ، ومعالى النائب المحترم زميلى بالبرلمان الدكتور طلعت عبدالقوى الذى تجسد لديه الإحترام الممزوج بخلق زملاء الزمن الجميل حفظهم الله بحفظه ، حتى أننى في بداية عام جديد سألت نفسى هل أخطأ زعيم الوفد فؤاد باشا سراج الدين آخر الزعماء التاريخيين بمصر  وأساتذتى الأجلاء شردى ، وبدوى ، والطرابيلى ، وعبدالخالق  عندما رسخوا عندى كصحفى يغوص فى أعماق السياسه وكل أبناء جيلى حتمية التعايش مع الوطنيه الحقيقيه ، وعشق هذا الوطن ، والإقتراب من كل الفئات المجتمعيه خاصة المتناقض منها لأن الصحفى باحثا عن الحقيقه ، ويتعين عليه أن يغوص في أعماق الناس والأفكار ، وأن يكون شديد التقارب حتى مع الماركسيين ، وأن يكون الإختلاف حول الأفكار ، وليس حول هذا الوطن الغالى وإلا لن يقدم جديدا أو يضيف شيئا يذكر للقارىء ، أو لرفقاء النضال السياسى لأنه سيكون في عداد الفاشلين .

 هل كان من الأفضل ممارسة الصحافه من باب الوجاهة بعيدا عن السياسه ؟ هل ضاع العمر فى أوهام وكان يتعين أن أنضم إلى الزملاء الصحفيين الذين إهتموا بأحوالهم المجتمعيه ، وتصدر أبنائهم الحياه الوظيفيه من خلال مواقع مرموقه ؟ هل كان من الأفضل تقديم تنازلات لأستمر نائبا بالبرلمان بلا عنت أو ضغوطات ؟ ، هل أخطأت حين لم أنتهز فرصة إختيار السلك الدبلوماسى من خلال الملحقيه الإعلاميه بالسفارات والتى أتيحت لى أكثر من مره أثناء عضويتى بالبرلمان ؟.

لعل سلواى من تلك الفضفضه التى باتت فضيله أدركها فى نهاية الأسبوع أننى  أشعر بحاله من الإنسجام النفسى رغم المعارك السياسيه التى كانت قدرى كسياسى ، ونائبا بالبرلمان عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، والمجتمعيه كصحفى صاحب رؤيه ، يكفى أننى راضى عن نفسى وماقدمته لهذا الوطن ، إنطلاقا من نزاهة قلمى ، وحفاظى عليه من التلوث بآفة النفاق ، ومواقفى الثابته تحت قبة البرلمان التى جميعها تنطلق من رؤية وطنيه يقينيه ، يكفينى فخرا إدراكى أن المواقف الوطنيه يحددها رجال ، وكيف يكون الرجل بألف رجل ، وضرورة الحرص على ألا يسجل التاريخ علي الممارسين للعمل العام ، والساسه ، وأصحاب الرأى والفكر أمام الأجيال القادمه أنهم بددوا ميراث الوطنيه المصريه ، وصمتوا عن محاولات إغتيال أحلام الشباب وتهميش إرادة الشعوب ومقدرات الأوطان .