قضت محكمة جنايات المحلة الكبرى الدائرة الأولى، برئاسة المستشار السيد شكر وعضوية المستشارين محمد الغريب ومحمد صلاح وحسام عبد الباسط، بإعدام المتهم عبد ربه موسى، المعروف إعلاميًا بـ"سفاح الغربية"، بعد إدانته بقتل خمس سيدات، في واحدة من أبشع القضايا التي هزت محافظة الغربية والرأي العام بصفة عامة، جاء الحكم بعد ورود الرأي الشرعي من فضيلة مفتي الجمهورية بشأن إعدامه شنقًا.
هدوء وارتياح بعد النطق بالحكم
واستقبل المتهم قرار المحكمة بهدوء تام، دون أي ردود فعل انفعالية، بدا وكأنه يتوقع الحكم مسبقًا، وودع زملاءه المتهمين في قضايا أخرى داخل قفص الاتهام بكل هدوء، في مشهد أثار حالة من الدهشة، حيث عبّر عن ارتياحه التام لما وصفه بـ"القصاص الإلهي".
الاعترافات الكاملة.. جريمة وراء الأخرى
خلال جلسات المحاكمة، أدلى المتهم باعترافات صادمة، مؤكدًا أنه كان يشعر بالندم الشديد على ما ارتكبه، وقال: "أنا قتلت خمس سيدات، بما فيهن زوجتي الحامل، لم أكن أدرك لماذا كنت أفعل ذلك، شعرت أن شيئًا داخلي كان يدفعني لهذه الجرائم، رغم محاولتي المقاومة".
اعترف المتهم بتفاصيل جرائمه، حيث كان يستدرج ضحاياه إلى منزله قبل أن ينقض عليهن ويقوم بخنقهن بيديه، ثم يتخلص من جثثهن بإلقائهن في الترع.، وأكد أن مشاهد جرائمه تلاحقه حتى في أحلامه، مضيفًا: "لم أكن أستطيع النوم وكنت أعيش في حرب نفسية مع نفسي".
من الطفولة إلى الكارثة.. بداية السلوك الإجرامي
كشف المتهم أنه ارتكب أولى جرائمه في عمر الثامنة عندما تسبب في وفاة طفلة رضيعة أثناء اللعب معها، قال: "كانت أمها وأختها موجودتين، وعندما وجدوا الطفلة ميتة في يدي، انهالت أمي عليّ بالضرب".
وأشار المتهم، إلى أن هذا الحادث ترك أثرًا نفسيًا عميقًا، وكان بداية رحلة طويلة من الاضطرابات النفسية التي قادته إلى ارتكاب جرائم أخرى في مراحل عمرية مختلفة.
ضحايا بلا ذنب.. زوجته الحامل الأولى بينهن
أكد المتهم أن زوجته الأولى، التي كانت حاملًا منه، كانت من بين ضحاياه، وصفها بأنها كانت "امرأة طيبة ومتدينة"، لكنه لم يستطع السيطرة على الدافع الذي دفعه إلى قتلها، وأضاف أن بقية ضحاياه كن سيدات تربطه بهن علاقات قديمة.
محاولات الانتحار والهروب من الندم
اعترف المتهم بأنه حاول الانتحار أكثر من مرة بعد ارتكاب جرائمه، لكنه فشل، قال: "وقفت مرة على الطريق السريع أمام السيارات، وتسببت في حادث مروع أدى إلى وفاة شخصين بريئين بلا ذنب"، وأضاف: "اليوم أنا أبحث عن الراحة، وأتمنى أن ينتهي هذا الكابوس، وحكم الإعدام هو البداية لراحتي الأبدية".
أثر الجرائم على أسرته وأطفاله
أوضح المتهم أن أسرته تحملت عبئًا ثقيلًا نتيجة أفعاله. قال: "أنا عار على أهلي. لديهم أربعة أبناء لا يعرفونني، ولا علاقة بيننا، أريد فقط أن أطلب السماح من الجميع".
الدفاع بين طلب الرأفة واعتراف المتهم
خلال الجلسة الأخيرة، حاول الدفاع عن المتهم الدفع بتعرضه لإكراه نفسي دفعه إلى الاعتراف، لكن المتهم قاطع المرافعة مؤكدًا: "أنا اعترفت بكل شيء بإرادتي ولم يجبرني أحد"، كان هذا التصرف حاسمًا في مسار القضية، حيث ثبتت المحكمة إدانة المتهم وقضت بإعدامه.
الحكم: القصاص العادل
جاء الحكم بالإعدام شنقًا ليطوي صفحة مأساوية في سجل الجرائم بالمحافظة، أكد رئيس المحكمة، خلال النطق بالحكم، أن العدالة أخذت مجراها، وأن هذه الجرائم لا يمكن أن تمر دون عقاب رادع.
النهاية التي أرادها "سفاح الغربية"
مع إسدال الستار على هذه القضية، ترك المتهم خلفه إرثًا من الألم والندم، ورغم اعترافاته وطلبه للراحة الأبدية، فإن آثار جرائمه ستبقى في ذاكرة أسر الضحايا والمجتمع بصفة عامة، كشاهد على وحشية جرائم تهز الإنسانية إنتهت بحكم رادع.