الجميع يعاني الهزل المجتمعي. المواطن البسيط، الأسر الفقيرة، الشباب... ما الحل ..؟
المجتمع البشر الوطن جميعا نأنس بهم واقعا في حياتنا، ونتمنى أن ننطلق بهم إلى آفاق المعرفة، ونهضة الأمة، وتقدم الوطن الغالي، بهم نشعر بقيمة الوجود في هذه الحياة لأننا نستحضر بهم السعادة التي ننشدها ونهواها ونتمنى أن تكون واقعا في حياتنا، بل ونحلم أن نستظل تحت رايتها، التي يخفق القلب عندما ترفرف لأنها رمز لوطننا الغالي، ولتحقيق ذلك يتعين أن نرصد واقعنا بصراحة رغم المرارة التي في الحلقوم، ليس عبر تصدير الإحباط، أو من منظور محبط، أو تسفيها للوطن، وشماتة في من يتولون أمرنا، لأن من يفعل ذلك مجرما بحق في حق نفسه قبل الوطن، إنما أمل في أن يأتي اليوم الذي تكون لرؤيتنا وطنيين مخلصين يعملون على تعظيم الإيجابيات التي تضمنتها، والتصدي لما أوردته من واقع أليم، ليعيش الجميع في سعادة يستحقها كل أبناء الوطن الغالي، لأنني لست من أنصار الحالمين عبر أحلام اليقظة، إنما الحالمون بتغيير الواقع المرير عبر آليات محددة يتفاعل معها الجميع.
انطلاقا من هذا الهدف النبيل، يتعين التأكيد على أننا جميعا نعاني الهزل المجتمعي حيث التطاحن الغريب، والعجيب، والمستهجن، والذي انطلاقا منه الكل يهين الكل، الكل ينتقد الكل، الكل يسفه رأى الكل، الكل يعمل على محاربة الكل حتى في رزقهم، تلك الحالة جعلت من الصراعات منطلقا للتعامل، والمكايد سبيلا للتعايش، بل بات الإبداع في المؤامرات نهجا سائدا لدى الكل، تلك المؤامرات التي تحتاج جهدا خارقا، وذكاء شديدا لو تم استخدامه في البناء والتنمية لا شك لأضفنا للمجتمع الكثير الذي يخفف عن الناس الكثير من معاناتهم، ويساهم في القضاء على مشاكلهم، بل وجعلهم يعيشون في سلام وأمان واستقرار.
امتد هذا التعايش البغيض إلى حياة المواطن البسيط، والأسر الفقيرة، والشباب الذي يكاد يفقد الهوية تأثرا بحالة التيه التي خلفها عجزه عن البحث عن وظيفة، وهؤلاء الموظفين الذين يبحثون عن فتوى تبرر انحرافهم وتقاضى رشاوي لضآلة المرتب وعجزهم عن تلبية متطلباتهم، وأرباب المعاشات الذين يربطون بداخلهم حتى النحيب لأن ما يتقاضونه من معاش يعكس تردى عند واضعي هذا النظام، وكل من لا يشعر أن هؤلاء يخرجون للمعاش حطام بشر يحتاجون للدواء، ومزيدا من الإنفاق ليساهموا في تزويج أبنائهم الذين بات من المستحيلات، وقفز حيث الأسر التي يعاني أفرادها من الإمعان في الإنفاق، من الذين تضخمت ثرواتهم وباتوا يرتادون الحفلات التي قيمت الذذكره فيها بالآلاف، الأمر الذي صدر حالة من التباغض المجتمعي بين ولإد الآية وأولاد البيه.
ما طرحته ليس من نافلة القول، أو نوعا من مكاوي القهاوي، أو لدغدغة مشاعر البسطاء بل واقعا يعيشه كل فئات المجتمع، وهو واقع يصدر الإحباط، ويقهر النفوس، ولولا صحبه طيبة من زمن جميل، وأحباب كرام، وعشرة طيبة جمعت بين بعض الناس، لبات المجتمع لا يطاق حتى على مستوى التعامل الشخصي، تأثرا بتلك الحالة من التردي، والانهيار الخلقي والمجتمعي، وحتى السلوكي، السائدة الآن وبتوحش
مترادفات
غريب، والتي جعلت حالة التباغض هي السائدة بين كل البشر، والانكفاء طريقا واحدا لتحقيق السعادة، الغريب أن هذا الوضع المأساوي لم يعد قاصرا على تلك الفئات المهمشة بل امتد إلى الحياة السياسية والممارسة الحزبية كيف؟ تابعوا مقالي الثانى بشأن تلك القضية والمنشور غدا -بإذن الله-.
الرأي العام