في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد المهند بالقاهرة الجديدة، بعنوان: "أحكام الصلاة" حاضر فيه الدكتور محمدي صالح مدرس علم اللغة بكلية العلوم جامعة المنيا، والدكتور حسن خليل الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، وقدم له الإذاعي خالد الزنفلي المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
وشارك الشيخ ماهر الفرماوي قارئًا، والشيخ محمود صوفي مبتهلا، وبحضور الدكتور محمد قرني مدير إدارة القاهرة الجديدة وعدد من قيادات الدعوة بالإدارة ومع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته قدم الدكتور محمدي صالح مدرس علم اللغة بكلية العلوم جامعة المنيا الشكر لوزارة الأوقاف لإقامة هذه اللقاءات الدعوية التي تنوعت بين الفقه والحديث وغير ذلك مما ينفع المسلمين ويثري العقل، مؤكدًا أن فضل عبادة الصلاة يأتي من حيث كونها صلة بالمولى (عز وجل)، فهي ترتقي بالعبد إلى أعلى الدرجات الروحية، ولذلك كانت عمود الدين ودليل الإيمان، يقول الله (عز وجل): "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ"، ويقول النبي (صلى الله عليه): "رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعَمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سَنامِهِ الجهادُ في سبيلِ اللهِ"، وكانت لذلك قرة عين النبي (صلى الله عليه وسلم) وبها يجد راحته، حيث قال: "وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ"، وقال أيضًا: "يا بلالُ، أَقِمِ الصَّلاةَ، أَرِحْنا بها"، فمتى واظب عليها العبد راقت روحه وصفت نفسه وذهبت همومه، مبينًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حثنا أن نكثر من التعبد بالصلاة وجعل جزاء ذلك مرافقته في الجنة عن رَبيعةَ بنِ كَعبٍ الأسلميِّ (رَضِيَ اللهُ عَنْه)، قال: "كنتُ أَبِيتُ مع رسولِ الله (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه، فقال لي: سَلْ، فقلتُ: أسألُكَ مرافقتَكَ في الجَنَّةِ، قال: أوْ غيرَ ذلِك؟ قلتُ: هو ذاك! قال: فأَعنِّي على نَفْسِكَ بكَثرةِ السُّجودِ".
وفي بداية كلمته أشاد الدكتور/ حسن خليل بالأسابيع الدعوية التي أتاحت الفرصة لتعلم دين الله (عز وجل) والاجتماع على طاعته، مؤكدًا أن الصلاة نور يملأ قلوب الطائعين ويعمر بيوتهم، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ "، مبينًا أنه لا قيمة للعبد بدون الصلاة، فمن لم يتعبد بالصلاة والإكثار منها فقد فاته الكثير، مبينًا أنه لا عذر للعبد إن قدر على الصلاة وكان من أهلها أن يتركها بغير عذر، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "صَلِّ قائمًا، فإنْ لم تستَطِع فقاعدًا، فإنْ لم تستَطِعْ فعلى جَنبٍ"، مضيفًا أن من حافظ على صلاته طهره الله من ذنوبه، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أرأيتُم لوْ أنَّ نَهرًا ببابِ أَحدِكم يَغتسِلُ منه كلَّ يومٍ خَمْسَ مرَّاتٍ؛ هلْ يَبقَى مِن دَرَنِه شيءٌ؟ قالوا: لا يَبقَى من دَرنِه شيءٌ، قال: فذلِك مَثَلُ الصَّلواتِ الخمسِ؛ يَمْحُو اللهُ بهنَّ الخَطايا".