دائما فى نهاية الأسبوع أخلد إلى نفسى ، وفي هذا اليوم المبارك من أيام الله تعالى يتعين أن نشكر رب العالمين سبحانه على ماأنعم علينا به عز وجل فى كل شيىء حتى ولو كان قليلا ، حتى ولو كان بسيطا ، حتى ولو كان هامشيا لأنه سبحانه منحنا ماهو أعظم منه فى الحياه ، منحنا قدرا من الصحه تجعلنا نتحرك وسط الناس ، ونتعايش مع الأحباب ، وننعم بوجودهم فى حياتنا ، فكل شيىء يهون إلا الصحه والستر ، ويالها من فرحه تسيطر على الكيان عندما يتماثل مريض للشفاء ، ويتجاوز محنته ، ويعود إلى حضن أسرته يبث فيهم الأمان ويشعرهم وجوده بينهم بالإطمئنان .
يقينا .. الصحه والستر من نعم الله تعالى على العباد ، ولايدرك قيمة ذلك إلا الذين طالهم المرض ، وإعتراهم الضعف ، وأدركوا أن الإنسان ضعيف حتى ولو أوهم نفسه أنه جبار بما حباه الله تعالى من سلطه ، لايدرك أنها للإختبار ، وأنها إلى زوال ، أو حباه بالمال الذى يجعله يعيش فى رغد من العيش يجعله لايشعر بمعاناة الفقراء .
بحق الله إن التعايش مع المرضى يجعلنى أزهد فى الحياه ، ولاأنتبه حتى لأهمية الفرحه ولو إستحضارا ، خاصة بعد أن أصبحنا فى زمن مكان العظه فيه والعبره لم تعد المقابر بعد أن قست القلوب ، وإستوحشت فكان من الطبيعى أن تكون المستشفيات مكانا نحافظ من خلاله على ماتبقى لدينا من إيمان فقدنا معظمه فى حياة باتت موحشه بحق ، وليس أدل على ذلك من معايشة مريض تهالكت شرايينه عن آخرها وقلبه العليل يحتاج لإنقاذ ونسبة الإنقاذ فى عملية القلب المفتوح نسبة نجاحه 10% ، وآخر فرض عليه أن يعيش ماتبقى له من عمر قدره الله تعالى سبحانه جلت قدرته بين السرير والحمام لايخرج ولايتحرك وسيظل هكذا إلى أن يلقى الله تعالى ، لأن قلبه العليل سيظل عليلا لإستحالة إجراء جراحه به لأن عضلة القلب طالها الوهن ، والسرطان هذا المرض اللعين الذى يرجو من إبتلاه رب العالمين به ليختبر إيمانه رحمة ربه وعفوه ونجاته ، لأنه ينهش النفوس قبل الأجساد ، تلاحقه الدعوات الطيبات بالشفاء العاجل .
تعالوا نشكر رب العالمين سبحانه على نعمة دخول الحمام .. نـعـــم .. أعى ماأقول تعالوا نشكر رب العالمين سبحانه على نعمة دخول الحمام ، لأنه ماذا لو إحتبست فينا المياه ، وأصبحنا غير قادرين على دخول الحمام ، وإختبرنا رب العالمين سبحانه بالفشل الكلوى نتيجه طبيعيه لذلك ، ألا يبقى إذن دخول الحمام أمرا مستحقا أن نشكر رب العالمين عليه .
ليس هذا الطرح منطلقه دروشه ، أو ترسيخ للإنهزام ، إنما محاولة لتذكير نفسى بأهمية الإنسجام مع النفس ، والتعايش مع الذات ، والإقتراب من الأحباب وإحتضان ذاتهم ، والإنغماس فى كيانهم ، وشكر رب العالمين فى كل وقت على نعمائه ، والتمسك بتقديم الخير أيا ماكان طبيعته لله وفى الله وإبتغاء مرضاته عز وجل ، وليعذرنى أحبابى عن أى تقصير خاصة فيما يتعلق بالأمور الإجتماعيه لأن العجز مرجعه عدم القدره وليس إهمالا أو تقاعسا أو تجاهلا .