في جناح الأزهر بمعرض الكتاب.. رئيس جامعة الأزهر يتناول بالتحليل الإنتاج البلاغي لأبي موسى والمرصفي وإبراهيم أنيس
يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب "دراسات نقدية"، بقلم الأستاذ البلاغي الدكتور/ سلامة داود، أستاذ البلاغة والنقد، ورئيس جامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية.
يتناول الكتاب ثلاث دراسات نقدية لثلاثة شيوخ في العربية، وهم: الأستاذ الدكتور/ محمد أبو موسى، أستاذ البلاغة وشيخ شيوخ عصره وأحد أساطين هذا الفن، ذو الفراسة البلاغية والتذوق الأدبي المتجدد، عُرف وذاع صيته بين باحثي البلاغة خاصة، ومحبي ودارسي العربية عامة بآرائه المتفرِّدة وفكره الألمعي وأسلوبه المغاير، وطلاقة لسانه، وقوة بيانه. ثم الأستاذ الدكتور/ إبراهيم أنيس، عالم علم اللغة وأصولها، وواحد من فطاحل هذا الفن ممَّن نبغوا في الدراسات اللغوية، فرغم مكانته العلمية في فرع العربية "علم أصول اللغة' كان للأستاذ الدكتور/ سلامة داود وقفات نقدية لبعض آرائه البلاغية. ثم شيخ من شيوخ الأدب المعاصر ورائد من رواد النقد الأدبي الحديث الشيخ/ حسين المرصفي، فتناول نقده للباقلاني بالدراسة، وأظهر لنا جوانب الصحة في نقده بالعرض والمناقشة والتحليل.
ولما كان مصطلح النقد يتناول جانبي الأمر جيده ورديئه، تنوَّعت هذه الدراسات النقدية الثلاث بين: النقد الإيجابي والسلبي؛ فأبرزت جوانب الصحة واستشهدت عليها بالدليل والعلة، وبينت الخطأ بحكمة مصحوبة بالبرهان ومدعمة بالسند وبالشاهد، وغلفت القول في النقاش والتحليل بالحصافة والاتزان والتبجيل والإكرام والاحترام، وهذا هو هدف العالم الحق والباحث الأمين.
وذيَّل المؤلف هذه الدراسة بخاتمة سجَّل فيها ما انتهى إليه، وكانت كالتالي: أولًا: سبق المرصفي إلى الرد على نقد القاضي الباقلاني لمعلقة امرئ القيس. ثانيًا: نقد النقد من الدراسات الأصيلة والمهمة في تنقية النقد وتصفيته مما يعتوره من أخطاء وأوهام لا يسلم منها أي عمل بشري. ثالثًا: وحدة الهدف الذي رامه العالمان الباقلاني والمرصفي من وراء النقد، وهو تعليم الناقد والمتذوق الجرأة وعدم الخوف أو الهيبة من أصحاب الأسماء المشهورة في عالم الشعر والأدب، فلم يتهيب الباقلاني شهرة امرئ القيس، ولا إجماع العلماء على تقديم معلقته على الشعر كله، ولم يتهيب المرصفي شهرة القاضي الباقلاني وتقدمه وشهرة كتابه القيم "إعجاز القرآن» الذي لم يؤلّف مثله؛ فضرب الشيخان مثلًا رائدًا في تأصيل هذا المبدأ السامي. رابعًا: تقسيم نقاد الشعر قسمين: أهل العلم باللغة والأدب، والعلماء الذين تكلموا في إعجاز القرآن الكريم، والقسم الأول يتسامح عما يقع فيه الشاعر من أخطاء صغيرة لا تؤثر في الشعر، والقسم الآخر لا يتسامح عن ذلك؛ لأنهم يريدون إظهار ما يعتور الشعر من النقص والأخطاء؛ لإثبات إعجاز القرآن الذي لا يعتريه نقص ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.