رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب : الإيمان والنفاق فى العصر الحديث والسماحة كما أراها

حـقا .. الإيمان هو ماوقر فى القلب وصدقه العمل ، من هنا تأتى أهمية الحكم على الأشخاص من تصرفاتهم مع الناس ، وسلوكهم مع الآخرين ، ومسلكهم فى الحياه ، وليس من كلماتهم الرنانه ، الطنانه ، البديعه ، والمعسوله ، لذا كان عمل رجل أكبر تأثيرا فى ألف رجل عن تأثير قول ألف رجل فى رجل ، هذا ماأستشعره فى حياتى خاصة يوم الجمعه والذى فيه دائما مايطيب لى أن أغرد بما فى الوجدان ، متناغما مع الكيان ، إنطلاقا من صدق يقينى بمضامين ماأغرد به ، وأهمية أن ننتبه إليه فى حياتنا .

 يتعين أن ندرك جيدا أنه ما التسامح إلا كلمه يقول بها الجميع ، ويزعم كل منهم أنه أهل لها ، دون إدراك منهم أن السماحه لايمكن أن يتصف بها إنسان إلا فى تعاطيه مع التجارب ، وتعايشه مع المحن ، وتمكنه من السفيه ، والعفو عنه حينما يتوب عن سخافاته ، ويتوقف عن إجرامه ، ويعتذرعن تطاولاته ، 

يجدر التأكيد على أنه ليس معنى السماحه الصمت على تطاول السفيه ، أو غض الطرف عن إجرام الحاقد ، بل إننى أعتبر عدم التصدى لهما ولأمثالهما هو بمثابة ترسيخ للدروشه البغيضه فى تناول الأمور ، والتى بالقطع عواقبها وخيمه ، فكثيرا ماأضاعت أمما ، وأسقطت أنظمه ، وتهاوى بسببها عروشا ، ودمرت شعوبا ، شريطة أن يكون هذا التصدى متصفا بالحكمه ، والرويه ، والقوه ، والردع ، يضاف إلى هذا كله الإحترام ، لأن الإنسان إذا تعامل مع السفيه بنفس آلياته فما الفرق إذن بينه وبين هذا السفيه الذى إختار أن يكون مسلكه فى الحياه بأن يكون قوله مناقضا لعمله كالمنافقين .

يقينا .. إن التنبيه من السفيه  يهدف لتحقيق أمرين الأول الردع ، والشاهد فى ذلك أن الله تعالى جعل إقامة الحدود علانية يشهدها الناس ، والثانى لتنبيه الناس منه وإعلامهم أنه من المفسدين حتى لاينخدعوا فيه ويقعوا فريسة له .