رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب : ذكريات طيبة إنطلاقا من كرتونة رمضان

يقينا .. تقديم الخير للناس غاية نبيلة تتعاظم فى شهر رمضان الكريم ، وللخير أوجه كثيره منها مساعدة الناس فى حياتهم اليوميه ، ليتجاوزوا هذا الغلاء الفاحش ، الذى أصبح واقعا مجتمعيا ، يعانى منه كل الناس ، وثوابه عظيم عند رب العالمين سبحانه ، هذا الخير كما قال العلماء الأجلاء منه مايكون فى العلن ومنه مايكون فى السر حتى لاتشعر اليد اليمنى ماقدمت اليد اليسرى ، من هنا كانت الصدقة مشروعة سرًّا وعلانيةً ، وهي الإحسان إلى الفُقراء ، والمساكين ومواساتهم ؛ لقوله جلَّ وعلا : " إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" ، فهذا دليل على جوازها  فى السر والعلن ، لكن إخفاؤها أفضل ، كما في حديث أبي هريرة رضى الله عنه : " سبعةٌ يُظلّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه ، وذكر منهم: ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه " ، ودليل جواز الأمرين أيضًا قوله تعالى : " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " ، خلاصة القول الصّدقات والإنفاق في وجوه الخير مشروعٌ سرًّا وعلانيةً ، فإذا كانت العلانيةُ أصلح شُرعا ، وإذا لم تكن هناك حاجة للعلانية فالسرّ أفضل ؛ لأنَّه أقرب إلى الإخلاص وأكمل ، وأنسب للمعطى ، فإنَّ المعطى قد يكره العلانية ، لكن إذا كانت هناك مصلحة في العلانية شُرعت العلانية ؛ كأن يدعو إلى إنشاء مشروع خيري ، أو يجتمع الناس على مشروع خيري فيطلبون من إخوانهم المساهمة في ذلك علنًا حتى يتعاونوا ، ويتتابعوا في الخير، فهذا أفضل ، العلانية أفضل حتى يتعاون الناسُ ويتسابقوا إلى إقامة المشروع الخيري ، أو فقراء نزلت بهم مُصيبة ، فيدعو الإنسانُ إلى التَّبرع لهم والمساعدة علانيةً حتى يتتابع الناس .

أتذكر أن صديقى وزميلى بالبرلمان نائب المحله الحاج عبدالسميع الشامى رحمه الله  كان يرسل لى أثناء تشرفى بعضوية البرلمان  ملابس للطلاب الأيتام فى العيد الذين كنت أحصل على أسمائهم من بعض المدارس بشكل ودى وفى السر بمعاونة إبنة عمى الكريمه الأستاذه إيمان الشاذلى المدرس أول بمدرسة بسيون الإعداديه " مدرسة الفريق سعدالدين الشاذلى " الآن  ، وكذلك كراتين رمضان ، وكانت تتولى أمر توزيعها على الأيتام بمدارس بلدتى بسيون رحمها الله ، وكان الحاج عبدالسميع الشامى يؤكد على ألا يعرف أحدا أنها مقدمه منه ، وحققت رغبته وساعدنى على ذلك أنه لم يطبع إسمه لاعلى الكراتين ، ولاعلى الملابس المرسله للطلاب الأيتام ، ولم يدفع بالحواريين أن يمجدوا فيه وإعتباره هو من يقدم الخير فى كل ربوع الوطن رحمه الله ، لكنه وشخصى الضعيف حصلنا على دعوات مخلصات بظاهر الغيب كثيره بفضل الله وحده ، ولأنها لله وإبتغاء مرضاته سعى كثر بطريقتهم الخاصة أن يعرفوا مصدر الخير الذى أخفيته عنهم ، والتأكيد على أننى وسيط خير ، فنال لإخلاصه مزيدا من الدعوات التى كانت فى السر رحمه الله .

 نموذج آخر برز فى فعل الخير فى الفتره الأخيره  لكنه لايريد أن يعرفه أحد ، أو حتى يقدم له الشكر ، وهو الحاج أبو على السعودى هكذا نناديه ، وهكذا ماأعرفه من إسمه ، والذى إكراما لرحم له ببلدتى بسيون شيد معظم المساجد القديمه ببلدتى بسيون ، والقرى والعزب على أحدث مايكون ، وأنفق فى سبيل ذلك ملايين الملايين ، ومع ذلك لايريد أن يعرفه أحد حتى أنا لم أسعى لمعرفة إسمه بالكامل أو أحرص على القرب منه ، رغم تواصلى الدائم معه حيث إختصنى  رب العالمين سبحانه بنعمة المساعده فى إنهاء رخص هدم تلك المساجد ورخص البناء . 

إسترجعت كل تلك المعانى النبيله وأنا أتابع وأرصد ماحدث بالأمس فى كل ريف مصر من توزيع كراتين رمضان على الفقراء ، وجميع من فعلوا ذلك أحدثوا ضجيجا لإعلان ترشحهم فى الإنتخابات البرلمانيه القادمه ، ولم يكن مبتغاهم كما قرروا هم أنفسهم فى جلساتهم الخاصة أن يشكرهم الناس ، إنما لإيصال رساله للأجهزه المعنيه بأمر الإنتخابات فى القلب منها الأجهزه الأمنيه لينالوا تقريرا ممهورا بأنهم أهل خير، ولهم شعبيه تؤهلهم أن ينالوا رضاء الأحزاب ، ويتصدروا القائمه الإنتخابيه التى من الطبيعى أن ينجح كل من فيها ، مع التأكيد على إستعدادهم حال إختيارهم التبرع بملايين فى أوجه الخير ، وغير الخير ، المهم أن تصل رسالتهم ، فبات الأمر ممزوجا بالهزل إنطلاقا من كرتونة رمضان . الخطوره  تنامى المشتاقين لعضوية البرلمان إنطلاقا من ظاهرة الإستعراض بشنطة وكرتونة رمضان كيف ؟ تابعونى .