دائما مصر منطلق الثبات والقوه ، فقد سجلت للتاريخ بالأمس فى مؤتمر القمه العربيه أنها قلب الأمه العربيه بحق ، وتمتلك القدره على ترسيخ ثبات مواقفها الوطنيه حيث أكدت مجددا على التمسك بحق الشعب الفلسطينى ، وبيان القمه والذى أيد كل الحكام العرب مضامينه ، مجسدا للإراده الوطنيه ، لذا كان الترحيب بإعلان الرئيس السيسى إستضافة مصر مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار غزة في أبريل المقبل ، لاشك أن المؤتمر مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية العادلة ، يبقى كل الإحترام والتقدير لموقف الزعماء العرب المشاركين فى القمه وتأكيدهم على رفض خطط الاحتلال لتهجير شعبنا، ورفض مشاريع الضم والتوطين، والتمسك بوضوح بدعم حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة في الحرية وتقرير المصير ، ورفض محاولات تهجير الشعب الفلسطيني أو طمس قضيته الوطنية تحت أي ذريعة .
سعدت كثيرا بالتنسيق الذى أحدثته القاهره مع حركة حماس والأشقاء بغزه فيما يتعلق بتشكيل لجنة من الفلسطينيين المستقلين لإدارة قطاع غزة ، والتأكيد على حق الشعب الفلسطينى خاصة بقطاع غزه فى حياه آمنه مستقره ، ورفض ماحدث من مجازر ، والذى بدد ظنون البعض ، وأغلق الباب أمام أى مزايدات ، وتناغم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع الرؤيه المصريه ، حيث أكد أمام الزعماء العرب على أن أسس التعافي في غزة لا تقتصر على الأسمنت بل على الكرامة ، والإستقرار ، ورفض التطهير العرقي ، وأضاف أنه لا عدل دون مساءلة ولا إعادة إعمار مستدامة دون أفق سياسي واضح ومتكامل"، داعيا في الوقت نفسه إلى العمل بكل السبل لمنع استئناف القتال في غزة ، يبقى من الاهميه البناء على مضامين مادار فى المؤتمر والتمسك بضرورة إلزام العدو المجرم باحترام تعهداته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار ، والبحث عن آلية عربيه يتم بمقتضاها إجبار العدو الصهيونى على تنفيذ مضامين مؤتمر القمه ، والضغط لإدخال المساعدات والشروع في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق .
تحية لمصر الحبيبه .. تحية للأمه العربيه ، تحيه للإراده العربيه ، تحيه للوطن العربى إنطلاقا من القاهره ، يقينا .. جاءت القمه العربيه التى عقدت أمس بالقاهره لترسخ للشموخ العربى واليقين بأن التلاحم العربى ضرورة حتميه ، حتى أنه يمثل لدى أمل ومبتغى وغايه جسد ذلك ماشعرت به فى باريس من حب حقيقى رسخه تعامل كريم لأهل الجزائر الذى أفخر أن لى فيهم أحباب ، وشعب مضياف كما أكد لى بطل حرب أكتوبر المجيده الفريق سعد الدين الشاذلى ، أبهرنى تقدير الجنسيات الأخرى للمصريين خاصة الجزائر ، حيث كنت فى زياره لروما ، ولندن ، وتقاربهم وتعاونهم وتلاحمهم وتلك الموده التى لمستها بين ثنايا حروفهم ونبضات قلوبهم ، وأسلوب تعاملهم ونهج قضاياهم ، لذا كان من الطبيعى أن أكون فى رحاب كثر منهم مستمعا ، وتلك هى الشعوب الأبيه التى لاتهتز لغياب قادتها عن القمه العربيه .
يقينا .. مصر فى ضمير كل العالم ، شعبا وكيانا ، ترسخ ذلك حيث كنت فى برلين وميونخ وألما بألمانيا ، وعبر جبال الألب الشاهقه وجدت من يحتضننى ويرحب مهللا أأنت مصرى ، وعلى سفوح جبال نيجيريا تذوقت الطعام الشهى من أيدى اللبنانيين والسوريين حتى أنهم تمسكوا بأن أكون ومن معى من السفاره المصريه ضيوفهم على الغداء وفى الموعد تحول الغداء إلى صالون ثقافى بديع مبتهجين بأن صحفيين مصريين بينهم نائب بالبرلمان عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ .
خلاصة القول .. حسمت مصر القضيه ، وتناولت الأمر بصراحه حيث أكدت على لسان الرئيس السيسى أنه لابد من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية ، والإنطلاق مما نشهده من تكرار لحلقات العنف المفرغة، واستمرار لمعاناة الشعب الفلسطينى على مدار أكثر من سبعة عقود ، حيث يوجب ذلك النظر بعين موضوعية ، نحو الواقع والتعاطى مع الحقائق ، والتوصل إلى السلام الدائم المنشود ، وبالتالى الاستقرار والرخاء الاقتصادى، والتعايش الطبيعى، فيما بين شعوب المنطقة ، وحتمية تحويل حالة العداء والحرب والرغبة فى الانتقام ، إلى سلام دائم ، وعلاقات دبلوماسية متبادلة ، وتبنى إطلاق مسار سياسى جاد وفعال .. يفضى إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ، لوضع نهاية للتوترات والعداءات .