رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب: تطهير المجتمع من السفهاء و الوطن من الخونة

اليوم الجمعة  هو سيد أيام الأسبوع ، وأفضلها عند الله ، وهو اليوم الذي أمرت الأمم بتعظيمه  ، وفيه يتعين أن نعظم الفضائل ، ونقدم الخير للناس ، ونبصرهم بأحوالهم ، ونعمق الفضائل لديهم ، وندفع بهم إلى مكارم الأخلاق ، تلك الأخلاق التي هي ببساطه مجموعة الأفعال  والأقوال الحميدة التي تهدف إلى بناء مجتمع إنساني فاضل ، وهي عنوان الشعوب ، وأساس كل حضارة راقية ، لأنها دائماً تغير الواقع الحالي إلى الأفضل ، و الرقي بالأخلاق رسالة الأنبياء من آدم حتى النبي الخاتم محمد صلى الله عليه و سلم ، حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ، وأكد على ذلك الشاعر أحمد شوقي حين قال " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا " 

إنطلاقا من تلك الحقائق الإيمانيه التي بات يجهلها كثر ، بل أصبحوا لايدركونها ، ولايتعايشون معها ، ولايستعدون لتقديم الخير للناس ، والعوده إلى رب العالمين سبحانه ، مستغفرين مافعلوه بحق العباد من مكائد ودسائس ، وتشويه ، وتطاول طوال حياتهم على رؤوس الأشهاد ، وبلا وازع من ضمير ، أو حتى خجل ، وماإرتكبوه من آثام طالت حياة الناس ، وماعمقوه من سوء خلق ، وكأنهم يريدون أن يقابلوا رب كريم محملين بالخطايا ، والبلايا ، والرزايا ، يتقدمهم هذا الشخص الذى إقترب سنه من السبعين ، المصيبه أنه يعرف أن الناس ينظرون إليه بالشفقه على حاله بعد أن دمرته الأحقاد .

قد أتفهم أن يطال سوء الخلق من لاحظ لهم فى التعليم فتملكتهم الجهاله التى ندعو الله تعالى أن يعافينا ويعافيهم منها ، لكننى لاأتفهم على الإطلاق أن يطال سوء الخلق من تحمل مسئولية تربية النشىء فى أحد مراحل حياته ، قبل أن يدرس القانون ، وبات ينتمى لمرحلة الشيخوخه طبقا لترتيب مراحل عمر الانسان بعد الميلاد ، بعد أن إقترب سنه من السبعين ، وهي المرحلة الأخيرة من مراحل العمر والتي تبدأ طبقا لتصنيف الباحثين والمتخصصين من سن الخامسة والستين وصولاً إلى أخر العمر ،  اللهم إلا الأحقاد ، والكراهيات ، التى غاصت فى أعماق وجدانه ، والتى قد يضطر معها الكرام أن يزلزلوا الأرض من تحت أقدامه لحماية المجتمع من سفالاته ، ولاأتصور فيما أطرحه شطط فى الفهم ، أو تجاوز فى اللفظ ، أو خروجا عن الأخلاق التى ننشدها فى هذه الحياه منطلق تعايش ، بل إنه مؤلم أن نلمس نمط سلوك لدى البعض قائما على الحرص أن يعرفهم الناس ولو بالسوء من القول ، فيمعنون في جلساتهم الخاصة بالتجاوز بحق الآخرين ، والتطاول عليهم ، دون إدراك منهم أن  من يتعايش مع قلة الأدب ، ويجعلها منهجا في حياته يعكس بيئه تربى فيها على النقائص وسوء الخلق ،  والممزوجه بإطلاق عبارات التقيح ، لكن هذا لايجيده إلا فاقدى الإحترام الذين يشير إليهم الناس رموزا للتدنى . 
سألنى صديق عزيز ، لماذا هذا الرجل السبعينى ينهج نهج السفاله ويمعن فى الإنحطاط ، وكانت الإجابه الدعوات لرب العالمين سبحانه أن يطهره من الأحقاد ، رغم يقينى أن تطهره من تلك الأحقاد لن يكون حتى ولو بتناوله ماء النار ،  لأن هذا المسلك المتدنى له هو من الطبيعى لأنه نشأ على تلك النقائص وتربى فى بيئة عفنه تعظم سوء الخلق قولا وعملا ، لذا  فالغيبه والنميمه التى يرتكبها بحق الأكارم من الطبيعى أن يتعايش معها صباح مساء وكل الوقت  ، تعجب من سألنى عندما عرف أن تلك الأحقاد موروث من سنوات عمر نهج فيها هذا النهج البغيض القائم على الوقيعه بين الناس بعضهم البعض ، وذلك إنطلاقا من أحقاد وكراهيات وتعايش في أعماق الضلالات جسدها هذا التدنى  .

أصدقكم القول تنتابنى حاله من الانزعاج الشديد على مستقبل الأجيال القادمه بعد تعاظم هذا التدنى فى الآونه الأخيره لدى بعض الأشخاص سيرا على ماأسسه الإستعمار منذ القدم  إنطلاقا من  وضع قاعده بغيضه مؤداها إذا أردتم تدمير أمه فعليكم بتعظيم سوء الخلق لديهم ، ويقينهم أن هؤلاء بنمط سلوكهم ، ونهجهم لاشك سيفرزون جيلا قليل الأدب ، يعشق الإنحطاط ، ويجعل التدنى لغة حوار ، والبلطجه اللفظيه أعتى وأشد من البلطجه السلوكية . يبقى السؤال هل نستطيع تطهير المجتمع من هؤلاء السفهاء ، والوطن من هؤلاء الحاقدين على عباد الله ،  وحمل أمانة تطهير البيئه المجتمعيه من هؤلاء الذين نعتهم الناس بالسفه ، وسوء الخلق ، حماية للمجتمع من سفالاتهم ، وتدنيهم ، والتصدى لهم قبل أن يرسخوا في المجتمع لنهج سوء الخلق ويجعلوه واقعا في حياتنا ، والعمل على ترسيخ الإحترام نهجا ، وسلوكا ، وتعايشا ، نعم نستطيع طالما توافرت الإراده ، وأدركت كل الفئات المجتمعيه أهمية ذلك خاصة حملة مشاعل الحقيقه ، سدنة القانون من الساده المحامين أصحاب المقام الرفيع ، وفخر هذا الوطن خاصة في بلدتى بسيون . هذا بمنتهى الإحترام ، وبين السطور تتجلى الوقائع التي تزكم الأنوف ويبقى لكل حادث حديث .

الكاتب

الصحفي الكبير محمود الشاذلي

نائب رئيس تحرير الجمهورية

عضو مجلس الشعب السابق

و مستشار التحرير لمؤسسة الرأي العام