تشهد سماء مصر بدءا من الغد مشهدا فلكيا ساحرا يتمثل في سلسلة من الاقترانات بين القمر وعدد من الكواكب والنجوم اللامعة تستمر لمدة يومين يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة في حال صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء في ظاهرة ينتظرها عشاق الفلك والسماء.
وفي هذا السياق، أشار أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس - اليوم /الجمعة/ - إلى أن القمر سيرى غدا في منتصف السماء وقت غروب الشمس تقريبا في طور التربيع الأول; حيث يضيء نصف قرصه وتبلغ نسبة لمعانه 50%.
ولفت إلى أن الجزء المضيء من القمر في هذا الطور يشير دائما إلى اتجاه الغرب أي إلى موقع الشمس حتى وإن كانت تحت الأفق موضحا أن القمر يتحرك تدريجيا نحو الغرب ويبدأ في الغروب قرابة منتصف الليل، وأضاف أن القمر سيقع في مشهد مميز بين نجم "بولوكس" إلى يمينه وكوكب المريخ إلى يساره ما يشكل منظرا فلكيا جديرا بالمراقبة والتأمل بالعين المجردة.
وأوضح تادرس أن مصطلح "الاقتران" يعني اقتراب جرم سماوي من آخر في السماء كما يرى من الأرض وهو اقتراب زاوي ظاهري فقط وليس حقيقيا إذ تفصل بين هذه الأجرام السماوية مسافات هائلة تقدر بمئات الملايين أو حتى المليارات من الكيلومترات.
وأشار إلى أنه سيرصد غدا أيضا اقتران بين القمر وكوكب المريخ بعد غروب الشمس مباشرة وحتى الساعة الثانية فجرا وسيكون هذا المشهد مصحوبا بظهور نجمي "بولوكس" و"كاستور" المعروفين بتوأمي برج الجوزاء في يمين المشهد.
ونوه إلى أنه بعد غد الأحد سيحدث اقترانا لافتا بين كوكب المريخ والنجم "بولوكس" ألمع نجوم برج الجوزاء حيث سيرى المريخ بمحاذاة "بولوكس" و"كاستور" بالعين المجردة ويستمر هذا المنظر حتى الساعة 1:30 فجرا.
وأوضح تادرس أن "بولوكس" نجم عملاق برتقالي اللون يزيد حجمه عن الشمس بثلاثة أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية لافتا إلى أن هذا المشهد الفلكي سيظل مرئيا حتى 12 أبريل; حيث يبدأ المريخ بالابتعاد تدريجيا عن "توأمي الجوزاء".
وقال إنه بعد غد الأحد أيضا يرصد اقتران جديد للقمر مع الحشد النجمي الشهير "خلية النحل" في كوكبة السرطان والذي يعد من أبرز التجمعات النجمية المفتوحة ونظرا لصعوبة رؤيته بالعين المجردة ينصح باستخدام تلسكوب صغير لرؤية هذا المشهد الفريد حيث يظهر القمر والحشد متجاورين حتى الساعة 2:30 فجر اليوم التالي.
وأشار تادرس إلى أن "خلية النحل" يقع على مسافة تقدر بنحو 580 سنة ضوئية من الأرض, ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة وهو ما رآه العالم الفلكي جاليليو لأول مرة بالتلسكوب عام 1609 حيث تمكن من رصد 40 نجما فقط من بين مئات النجوم التي يتكون منها هذا الحشد.
وأكد أستاذ الفلك أن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما هي البعيدة عن التلوث الضوئي مثل البحار والحقول والصحاري والجبال مشددا على عدم وجود علاقة بين اصطفاف الكواكب واقتراناتها في السماء بحدوث الزلازل على الأرض كما أن الظواهر الليلية ليس لها أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض.