شهدت الساحة السياسية في مصر خلال الأشهر الأخيرة عودة للحراك السياسي والاجتماعي بعد فترة من الركود النسبي، حللها البعض ان السبب هو ظهور حزب الجبهة ، وكان لي رأي وقتها قلته في مقال سابق أن الجبهة حزب سياسي وليس سفينة نوح ، وما زلت مؤمنا بهذا القول ، ورهاني الأول علي ثبات وقواعد ومنعطفات وحواري وقري ونجوع ومدن مستقبل وطن القاعدة العريضة من الشعبية التي لم ينجح فيها أحدا قبله
ولا يستطيع أحد أن ينكر دور حزب حماة الوطن ، والشعب الجمهوري ، والوفد وغيرهم من الأحزاب ، وخاصة الدور الكبير في الغربية لحزب حماة الوطن بقيادة البرلماني القدير أحمد يحي وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب ،
وإن كان السبب الرئيسي في عودة الحراك السياسي الحقيقي هو الاستحقاقات البرلمانية المنتظرة منذ عام 2020 ، فقد تشهد السنة الحالية انتخابات البرلمان بغرفتيه الشيوخ والنواب وهي طبيعة مرحلة ونشاط وحراك وعطاء ، طبيعية مثمرة ومفيدة والمستفيد الأول منها هو الشارع المصري والمواطن المصري ،
وشهدت الساحة السياسية ظهور كثير من المنعطفات والمنحدرات والتقلبات وبلغة الشارع مرحلة ركوب الموجة ولا ننكر ان الكثير من الحزبيين دخلوا الحزب خلال العامين الماضيين ، ليس حبا في انتمائهم الحزبي بل أملا وطمعا ورغبة وشهوة وتطلعا وحرصا علي أن يكون أحدهم مرشحا علي قوائم الحزب بما فيهم كثير من رجالات مستقبل وطن ، ومن هنا تكمن الكارثة بمجرد أن يعي ويتأكد ويوقن ويري ويشاهد ويعقل ويبصر ويلمح ويلاحظ ، أنه ليس الأمثل لرجل المرحلة ، ينقلب علي عقبيه خاسرا الفردي والحزبي معا ، وهو النموذج المستشري في الأحزاب ، مع العلم أن هناك كثير عندهم انتماء حزبي وحب من أجل نجاح الحزب وقليل ما هم
هذا السيناريو لعبه الكثير بجدارة في الغربية ، كان أشهرهم المستشار المحترم هاشم راضي الذي رمي كرة اللهب معتقدا أنها في وجه حماة الوطن ولكنها أصابته هو وكانت بردا وسلاما علي قيادات حزب حماة الوطن بالغربية
القصة باختصار السيد هاشم راضي وهو رجل شعبي ومحبوب ، ويقبل النقد والموضوعية ، كان مرشح حزب مستقبل وطن بالغربية علي مقعد وحيد في دائرة قطور دورة 2025 وكان رهان أوحد للحزب، ولكنه كان المرشح الوحيد الذي خرج من المنافسة ولم يستطع حتي الدخول في معركة الإعادة ، محملا الحزب مسئولية الفشل ، وهو الوحيد الذي اضاع علي الحزب فرصة مقعد من أول مرحلة ، هذا الحزب الذي ضحي بثلاث نواب من خيرة نواب الغربية وهم النائب حماده القسط والنائب فؤاد حسب الله والنائب خالد مصباح ، وعول عليه مرشح وحيد ولكنه اضاع فرصة ذهبية ومقعد مضمون علي حزب مستقبل وطن ، وسريعا ما انقلب علي مستقبل وطن جريا وسعيا بكلتا قدميه مقدما أوراقه عضوا بحزب حماة الوطن ، ليمثل الحزب ، وبمجرد ظهور حزب الجبهة علي الساحة زاغت العيون وشخصت الأبصار ، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ولم يجد الفرصة الحقيقة بل وتيقن أنه ليس مرشح الحزب في الانتخابات القادمة فقدم استقالته وقبلها السيد النائب أحمد يحي باعتباره حق مشروع ،
عادي جدا هذا الحدث وطبيعي ومتكرر ولكن غير العادي هو ظهور السيد هاشم راضي اليوم ببيان يعلن تجميد عمل حزب حماة الوطن بقطور ، وليس له الحق في ذلك ، وليس له صلاحية إعلان هذا القرار ،
ايها السادة أعضاء الأحزاب السياسية الانتماء الحزبي لا علاقة له بالترشح لانتخابات البرلمان ، وأيا كان موقعك الحزبي فلابد أن تفخر به وتدعم حزبك وتساند مرشحك الحزبي نجاح الحزب برجاله الأوفياء المخلصين الداعمين له في الضراء قبل السراء ، دعوا كرة اللهب من اياديكم لأن الشعب يعرف من المتطوع للخدمة ومن الطامع في المنصب ، وأتمني أن تكون التغييرات الحزبية القادمة بردا وسلاما علي قلوب أبناء الاحزاب ، وادعوا جميعا لـ أحمد الشرقاوي أمين عام حزب الجبهة بالغربية أن يتعرف علي مراكز المحافظة ويعرف أنها ثمانية حتي يتسني له اختيار القواعد الحزبية ، فالأمر جد ثقيل علي كاهله لولا وجود المحترم عادل مأمون عتمان رمانة ميزان في المرحلة الحرجة