وجد باحثون أن الأطفال في سن الـ 5 المعرضين للاكتئاب الأبوي أكثر عرضة لمشاكل سلوكية في المدرسة الابتدائية.
وبينما في الثقافة الشعبية، يتسم الآباء بالثبات والحساسية والقوة.
وتبلغ قوة الأب السعيد حداً هائلًا في المواد الفنية والإعلانية، لكن الحياة الواقعية مختلفة.
يُصاب الآباء بالإحباط، وأحياناً يكون ذلك مُنهكاً. وكما يكشف البحث الجديد من جامعة روتغرز الصحية، فإن عدم تشخيص الاكتئاب الأبوي أو معالجته قد يُسبب آثاراً اجتماعية وسلوكية سلبية على الأطفال لسنوات.
وفي الدراسة، أفادت كريستين شميتز الباحثة المشاركة بأن الأطفال الذين يتعرضون للاكتئاب الأبوي عند دخولهم رياض الأطفال يكونون أكثر عرضة بكثير لمواجهة صعوبات سلوكية وضعف في المهارات الاجتماعية، وفق ما يُبلغ عنه المعلمون، في سن الـ 9.
وقالت شميتز: "علينا أن نأخذ الاكتئاب في الاعتبار لدى كلا الوالدين، وليس فقط لدى الأمهات. الاكتئاب قابل للعلاج، ولدعم الأسرة بأكملها، يجب على أطباء الأطفال البدء في التحدث مع الآباء عنه وتطوير تدخلات مُركزة على الأب تُلبي احتياجاتهم".
وبحسب "ساينس دايلي"، في المتوسط، يُصاب ما بين 8% و13% من الآباء في الولايات المتحدة بنوع من الاكتئاب خلال السنوات الأولى من حياة أطفالهم، وترتفع هذه النسبة إلى 50% عندما تُعاني الأم أيضاً من اكتئاب ما بعد الولادة.
إلا أن دراسات قليلة ركّزت على الاكتئاب الأبوي بعد فترة ما بعد الولادة، أو استكشفت الروابط بين الصحة النفسية للآباء وسلوكيات الأطفال.
ولسد هذه الفجوة، حللت شميتز وزملاؤها بيانات من دراسة وطنية واسعة في 20 مدينة أمريكية كبيرة بين عامي 1998 و2000.
وركزت البيانات على نقطتين أساسيتين: عندما بلغ الأطفال سن الـ 5، خضع آباؤهم لفحص أعراض الاكتئاب في العام الماضي؛ وعندما بلغوا الـ 9، أكمل معلمو الأطفال استبياناً تضمن تقييمات سلوكية.
وقال الباحثون: "يُعد دخول رياض الأطفال مرحلة نمو مهمة، ويمكن أن تؤدي الصعوبات التي يواجهها الأطفال في ذلك الوقت إلى ضعف المشاركة والسلوكيات في المدرسة الابتدائية، وقد يستمر ذلك أو يتفاقم خلال المرحلتين المتوسطة والثانوية".
وبمقارنة بيانات 1422 أباً كان الأطفال الذين أبلغ آباؤهم عن أعراض اكتئاب، مثل الشعور بالحزن أو الكآبة أو الاكتئاب عندما كانوا في الـ 5 من العمر، أكثر عرضة، بحلول سن الـ 9، لإظهار القلق والتحدي والغضب، إضافة إلى انخفاض مستويات التعاون واحترام الذات.
وقالت شميتز إن هناك عدة أسباب يمكن أن تفسر هذه الصلة. أولًا، وُجد أن الاكتئاب يؤدي إلى صعوبة في تربية الأبناء وقلة الدعم العاطفي للطفل، كما يمكن أن يسبب صراعاً أو ضغوطًا أخرى في المنزل.