رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
الأخبار العاجلة :
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الشيخ أبو بكر الجندي يكتب: سيناء في القرآن الكريم

عظم الله تعالي في كتابه أرض سيناء، فعلي أرض سيناء كلم الله تعالي نبيه موسي عليه السلام، كما قال تعالي عنه: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}[مريم: 52]، ولما كلم الله تعالي نبيه موسي تاقت نفسه واشتاقت لرؤية ربه تعالي، فدعا ربه وقال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}، فأغمي علي موسي من هول ما رأي من حال الجبل الأشم الذي لم يقو علي رؤية جلال الله تعالي ونوره فما بال الإنسان الضعيف {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143]، فعلي أرض سيناء تجلي الله تعالي لهذه الأرض الطيبة المباركة.
وبهذا التجلي لطور سيناء عظم الله تعالي هذا الجبل وقدسه كما قال تعالي: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}[النازعات: 15ـ 16]، وأنزل سورة في كتابه سميت سورة الطور قال الله تعالي وهو يقسم بالطور علي أن عذاب ربك لواقع: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}[الطور: 1 - 4]، وقسم آخر جَمع الله فيه بين مكة وأرض سيناء فقال تعالي: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ }[التين 1ـ3]، وفي هذه السورة إشارة إلي الثروة الزراعية العظيمة في أرض سيناء من خلال التين والزيتون.
 وقد أكد القرآن الكريم على هذه الشجرة وعلي أرضها أرض سيناء، كما قال تعالي: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ}[المؤمنون: 18].
وهذه الآيات تؤكد علي أهمية تعمير سيناء بالزراعة والصناعة والتجارة، وخطر تركها صحراء جرداء بلا بناء ولا تعمير ولا تنمية، وكيف تترك أرض سيناء وهي هدف استراتيجي للصهاينة ومطمع للدول التوسعية؛ لأنها قلب العالم، تقع بين قارتين، وتطل على بحرين، مع ما فيها من خيرات وكنوز وثروات وضاربة بحضارتها في أعماق التاريخ.
والحملات العسكرية على مصر من الشمال الشرقي من أرض سيناء فالهكسوس والتتار والمغول وحملة نابليون والعدوان الثلاثي وحرب 76 وحرب الاستنزاف وحرب 73 والحرب الحالية على الإرهاب كلها كانت من سيناء.
ولن تنقطع الحرب عن سيناء ما دمت سيناء من دون تعمير ولا بناء ولا طرق ولامطارات ولا موانئ ولا عمائر ولا زراعة ولا تجارة ولا صناعة. 
ولهذا كان اغتيال الرئيس السادات ليس بعد استرداد سيناء وتحريرها، وإنما بعد التفكير في بنائها وتعميرها.
فتعمير سيناء ليس رفاهية وليس مجرد خيار من الاختيار وإنما تعميرها واجب ولازم وأمن قومي لكل البلاد.