رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. منوعات

اضطراب نظم ضربات القلب مرتبط ببكتيريا كامنة في اللثة

 


كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة هيروشيما أن بكتيريا أمراض اللثة المعروفة باسم Porphyromonas gingivalis (P. gingivalis) يمكنها التسلل إلى مجرى الدم والوصول إلى القلب وهناك تساهم في تراكم الأنسجة الندبية (التليف)، مما يشوه بنية القلب، ويعطل الإشارات الكهربائية، ويزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.

لاحظ الأطباء منذ فترة طويلة أن الأشخاص المصابين بالتهاب ما حول السن، وهو شكل شائع من أمراض اللثة، يكونون أكثر عرضة للمشاكل القلبية. ربط تحليل لاحق حديث بين التهاب ما حول السن وزيادة بنسبة 30% في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وهو اضطراب خطير في نظم ضربات القلب يمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية، وفشل القلب، ومضاعفات مهددة للحياة.
أشارت أبحاث سابقة إلى أن الالتهاب قد يكون السبب الرئيسي حين تحارب الخلايا المناعية العدوى في اللثة قد تتسرب الإشارات الكيميائية التي تطلقها إلى مجرى الدم، مما يغذي الالتهاب العام الذي قد يضر بالأعضاء البعيدة عن الفم.
لكن الالتهاب ليس التهديد الوحيد الذي يخرج من اللثة الملتهبة فقد اكتشف الباحثون الحمض النووي للبكتيريا الفموية الضارة في عضلة القلب والصمامات وحتى في اللويحات الشريانية الدهنية. من بين هذه البكتيريا P. gingivalis حيث جذبت اهتمامًا خاصًا لدورها المشتبه به في قائمة متزايدة من الأمراض في أجهزة الجسم المختلفة بما في ذلك الزهايمر والسكري وبعض أنواع السرطان
نشرت هذه الدراسة في مجلة Circulation، وتقدم أول دليل واضح على أن P. gingivalis في اللثة يمكنها الانتقال إلى الأذين الأيسر في الحيوانات والبشر، مما يشير إلى مسار ميكروبي محتمل يربط بين التهاب ما حول السن والرجفان الأذيني.
قال المؤلف الأول للدراسة، شونسوكي مياوتشي، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات العليا للعلوم الطبية والصحية بجامعة هيروشيما: "العلاقة السببية بين التهاب ما حول السن والرجفان الأذيني لا تزال غير معروفة، لكن انتشار البكتيريا اللثوية عبر مجرى الدم قد يربط بين هذين الحالتين".
هذا البحث له أهمية بالغة في حياتنا اليومية، لأنه يغيّر نظرتنا إلى صحة الفم، ويمتد بتأثيره إلى الوقاية من أمراض قلبية خطيرة.
ومن أبرز أوجه الأهمية العملية:
1- وقاية القلب تبدأ من الفم
الدراسة تثبت أن التهاب اللثة المزمن ليس مجرد مشكلة موضعية، بل بوابة محتملة لأمراض القلب، تحديدًا الرجفان الأذيني، الذي قد يؤدي إلى سكتات دماغية أو فشل قلبي.
هذا يعني أن تنظيف الأسنان اليومي وزيارة طبيب الأسنان بانتظام ليست رفاهية، بل إجراء وقائي لأعضاء حيوية.
2- تغيير في أسلوب التشخيص الطبي
إذا أصبح وجود P. gingivalis عامل خطر مثبت للرجفان الأذيني، قد يوصي الأطباء قريبًا بإجراء فحص للفم أو تحليل للبكتيريا كجزء من تقييم صحة القلب، خاصة لكبار السن أو من لديهم تاريخ عائلي.
3- تقليل الاعتماد على الأدوية القلبية
اكتشاف السبب الجذري لبعض حالات اضطراب نظم القلب قد يسمح بالعلاج الوقائي من خلال السيطرة على التهابات اللثة، ما يعني تقليل الجرعة أو عدد الأدوية المطلوبة لتنظيم القلب.
4- رفع الوعي العام

نتائج البحث ستُستخدم في حملات توعية صحية، لتأكيد أن الإهمال في تنظيف الأسنان قد يؤدي لمضاعفات مميتة، وهذا قد يغيّر سلوك الناس من الاستخفاف إلى الالتزام اليومي.
5- فرص لتطوير علاجات جديدة
معرفة المسار الذي تسلكه البكتيريا من الفم إلى القلب، يفتح المجال لتطوير أدوية أو لقاحات تستهدف البكتيريا ذاتها وتمنع تأثيرها القلبي.