رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. اقتصاد

أزمة في سوق القهوة الأمريكي بسبب الرسوم الجمركية والتوترات التجارية

 


تواجه صناعة القهوة في الولايات المتحدة أزمة متفاقمة مع تصاعد الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية وارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق العالمية، ما دفع شركات كبرى مثل "باراماونت كوفي" إحدى أكبر شركات تحميص وتوزيع القهوة في منطقة الغرب الأوسط الأمريكي إلى رفع أسعار منتجاتها; في خطوة تعكس واقعا معقدا يتشكل من عوامل مناخية وتجارية وجيوسياسية متشابكة.
وأعلنت شركة "باراماونت كوفي"، عن زيادة في أسعارها، مبررة القرار بارتفاع التكاليف الناتج عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم الواردات، بما في ذلك حبوب القهوة، رغم أن الولايات المتحدة لا تنتج القهوة محليا وتعتمد كليا على الاستيراد لتلبية احتياجات سوقها، الذي يعد الأكبر في العالم من حيث الاستهلاك; وفق ما ذكره موقع (يو إس نيوز) الأمريكي.

وفي رسالة إلى عملائها، ذكرت الشركة ان "هذه التغييرات جاءت نتيجة مباشرة لقرارات حكومية أخيرة تتعلق بالرسوم الجمركية على القهوة وسلع مستوردة أخرى"، مؤكدة أن هذه التطورات "أثرت بشكل كبير على التكاليف التشغيلية وجعلت من الضروري تعديل الأسعار".
ولم تكشف الرسالة عن حجم الزيادة، بينما امتنعت الشركة عن التعليق خارج ساعات العمل. وتأتي هذه الخطوة في وقت سجلت فيه أسعار البن ارتفاعا حادا على المستوى العالمي، حيث قفزت بنحو 70% في عام 2024، وواصلت الصعود بنسبة 15% أخرى منذ بداية عام 2025.

ويعزى هذا الارتفاع بالأساس إلى الأحوال الجوية السيئة التي ضربت عددا من الدول الكبرى المنتجة، مثل البرازيل وفيتنام، ما أثر على حجم المحاصيل وجودتها.
وتسود حالة من القلق بين العاملين في القطاع، إذ حذرت "الرابطة الوطنية للقهوة" من أن استمرار فرض الرسوم الجمركية سيزيد من الضغوط على المستوردين والمستهلكين الأمريكيين، مطالبة الحكومة بإعفاء واردات القهوة من هذه الرسوم، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بهذا الخصوص.

وفي تصعيد محتمل للأزمة، يلوح في الأفق خطر استئناف العمل برسوم "انتقامية" معلقة، مثل تلك التي تصل إلى 46% على الواردات القادمة من فيتنام، ثاني أكبر منتج للبن في العالم.
وإذا فشلت المفاوضات الثنائية الجارية حاليا في التوصل إلى اتفاق، فقد يتم تفعيل هذه الرسوم مجددا اعتبارا من 9 يوليو المقبل ما قد يفاقم التكاليف بشكل كبير ويزيد من اضطراب سلاسل التوريد.

وبينما تتأرجح الأسواق بين عوامل مناخية وتجارية خارجة عن السيطرة، يجد المستهلك الأمريكي نفسه في مواجهة مباشرة مع فنجان قهوة يتجه بثبات نحو مزيد من الغلاء