انطلقت مبادرة نوعية في جامعة الوادي الجديد، اليوم الأربعاء، حيث قدّمت شركتان من القطاع الخاص منحًا دراسية لعدد من طلاب الدراسات العليا بكلية الزراعة، في خطوة تعكس التزامًا حقيقيًا بدعم منظومة البحث العلمي في مصر، وتخفيف الأعباء عن طلاب الدراسات العليا في منطقة الوادي الجديد.
دعم جامعي وشراكة فعالة
وأوضح الدكتور أيمن يوسف كساب، عميد كلية الزراعة بجامعة الوادي الجديد، أن هذا التعاون يجسد نموذجًا فعّالًا للشراكة بين الكلية والقطاع الخاص، حيث يسهم في توجيه الأبحاث العلمية نحو مجالات تطبيقية تلبي احتياجات المجتمع الزراعي في الوادي الجديد.
وقال كساب، إنه جاءت هذه الخطوة كأحد ثمار بروتوكول التعاون الموقع بين كلية الزراعة بجامعة الوادي الجديد، والشركة المصرية المتحدة للتنمية الزراعية، وشركة سندس لاستصلاح الأراضي الصحراوية، واللتين بادرتا بتقديم المنح في سياق وطني يعزز من دور الشراكة بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وأشاد الدكتور كساب بالدور المحوري الذي يلعبه معالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز طنطاوي – رئيس الجامعة، في دعم الكلية وطلابها، مؤكداً أن هذا التوجه يرسّخ لمفهوم التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعات المنتجة في الدولة.
استراتيجية وطنية للتنمية والابتكار
وجرى تقديم هذه المنح في سياق دعم الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة 2030، من خلال تعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الاقتصادية والمجتمعية.
وأكد الدكتور حاتم عبد القادر حمدون – وكيل كلية الزراعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أن الدعم المقدم من الشركتين يعكس التزامًا مشكورًا، ويُسهم بشكل مباشر في تحفيز الطلاب على الاستمرار في مساراتهم البحثية دون معوقات، مشيرًا إلى أن الكلية تعمل على توسيع قاعدتها من الشراكات النوعية التي تدعم طلابها ماديًا وعلميًا.
نموذج يحتذى به في التعاون المجتمعي
وتقدمت إدارة الكلية بخالص الشكر والتقدير إلى رئيس الجامعة، وإلى كل من الشركة المصرية المتحدة للتنمية الزراعية، وشركة سندس لاستصلاح الأراضي الصحراوية، على ما بذلوه من دعم فعّال يعزز مناخ البحث العلمي ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في خدمة قطاع الزراعة والتنمية الشاملة في المحافظة.
وتُعد جامعة الوادي الجديد من الجامعات الحديثة نسبيًا في مصر، لكنها استطاعت في فترة وجيزة أن تخطو خطوات واثقة نحو تأسيس بيئة تعليمية وبحثية متكاملة، خاصة في ظل التحديات التنموية التي تواجه المحافظة. ويُذكر أن القطاع الزراعي في الوادي الجديد يمثل أحد أهم ركائز التنمية، نظرًا لما تتمتع به المحافظة من موارد طبيعية واسعة، وهو ما يجعل دعم البحث العلمي الزراعي في هذه المنطقة أمرًا بالغ الأهمية.
وتأتي هذه المبادرة لتعكس توجهًا متناميًا نحو تفعيل دور القطاع الخاص في تطوير التعليم والبحث العلمي، بما يواكب متطلبات العصر، ويرسّخ لمبدأ المسؤولية المجتمعية كمكون أساسي في التنمية الوطنية.