رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الشيخ أبو بكر الجندي يكتب عن: رحمات يوم عرفة

سمي جبل عرفة بهذا الاسم؛ لأن جبريل عليه السلام كان يُعلِّم براهيم عليه السلام مشاهد الحج فيقول له "أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟"، فيرد إبراهيم "عَرَفْتُ، عَرَفْتُ"، وقيل: لأن الناس يعترفون عليه بذنوبهم.
 وقد أقسم الله بهذا اليوم، فهو الوتر الذي أقسم الله به في سورة الفجر، وهو اليوم المشهود في سورة البروج، والعظيم تبارك وتعالى لا يقسم إلا بعظيم. 
وفي هذا اليوم أكمل الله دينه، وأتم نعمته على الناس، فقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: 3]، فأكمل الله الدين بحَجَّةِ الإسلام، وأتم النعمة على خلقه بالمغفرة، ولا تتم النعمة إلا بالمغفرة، كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}[الفتح: 2]، ويوم عرفة هو يوم المغفرة، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: "انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق، أشهدكم أني قد ‌غفرت لهم"، والإمام سفيان الثوري عشية عرفة عيناه تذرفان، وقد سُئل: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ فقال: الذي يظن أن الله لا يغفر له. ومن أسباب المغفرة في هذا اليوم هو صيامه فقد سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن صَومِ يَوْمِ عَرَفَةَ، قَال: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ"، هذا وإن أهل عرفةَ لا يصومون يوم عرفة؛ لأنهم في بيت رب العالمين، وفي ضيافة أكرم الأكرمين فيغبطون غيرهم على صيامه.
وهو يوم الرحمة قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ، وَلا أَدْحَرُ، وَلا أَحْقَرُ، وَلا أَغْيَظُ مِنْهُ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلا لِمَا يَرَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمةِ، وَتَجاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ".
وهو يوم الذكر والتهليل، قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
وهو يوم الدعاء، قَالَ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وكان السلف يدخرون حاجتهم لدعاء يوم عرفة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يضيع لحظة في هذا اليوم المبارك إلا في الدعاء، فقد وقف صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعوا ويدعوا، حتى مالت به ناقته؛ فسقط خطامها، فتناول الخطام بإحدى يديه، وهو رافع يده الأخرى، ولم يزل واقفاً يدعوا حتى غربت الشمس.
وهو يوم العتق من النار، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ يَوْمٍ أكْثَرَ مِنْ أن يَعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ".