رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الشيخ أبو بكر الجندي يكتب: فرحة عيد الأضحى

ما من أمة من الأمم إلا ولها عيد يعود عليها كل عام بما يحمله من الفرح والبهجة والسرور، كما قال تعالى في آيات الحج: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ }[الحج: 67]، ومن أهم مقاصد العيد وأهدافه هو الفرح والسرور، وإدخال الفرح والسرور على الناس في يوم العيد؛ فأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على إنسان، ومن عرف ربه ونفسه حق المعرفة فكل يوم من أيامه عيد وفرح وسرور؛ لأن التشريعات الإلهية كلها هي لفرحة النفس وانشراح الصدر وإسعاد البشرية، وإنقاذها من أسباب الحزن والشقاء في الدنيا والآخرة.
فالقرآن ما نزل شقاء وحزنا، قال تعالى: {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 1، 2]، بل نزل فرحا وسرورا، كما قال تعالى لأهل القرآن: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
وذكر الله بما يحمله من راحة وطمأنينة، كان المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلن عن فرحته بذكر الله تعالى كلما استيقظ من نومه، فيقول: "الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ".
  وعن الفرح بالصلاة الخاشعة يقول - صلى الله عليه وسلم -: "وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ "، وقرة العين هي دموع الفرح لوقوفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين يد الله، وإذا أهمه هم أو أصابه حزن سريعا ما يزيله بالصلاة الخاشعة، ويقول: "يا بلالُ، أقِمِ الصَّلاةَ، أرِحْنا بها ".
والزكاة ليست غرامة ولا ضريبة، بل ما شرعت إلا لفرح وسرور المزكي كفرحة الفقير بالزكاة، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن أردت تليين قلبك؛ فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم".
أما عن أفراح الصيام ففي الحديث يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "‌للصائم ‌فرحتان: فرحة تلقائية عند فطره عند المغرب وعندما يُسمح للصائمين بتناول ما منعوا أنفسهم منه لله رب العالمين مما لذا وطاب من الطعام والشراب، وفرحة عند لقاء ربه، حينما يرى الصائم ثوابه العظيم، الذي قال فيه رب العالمين: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: 10].
وفرحة الحجيج بالحج تتمثل في الدموع التي تسيل من أعين الحجيج عند رؤية الكعبة، وعند الوقوف بعرفة والتضرع عندها مما يجلي القلوب ويشرح الصدور، وفي ذلك استجابة لدعوة الخليل حيث قال:  {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}[إبراهيم: 37] تسكن وترتاح وتطمئن عند هذا البيت.
وفرحة الأغنياء في عيد الأضحى على عطاء الله وتوفيقه لذبح الأضاحي، والتهليل والتكبير عندها, وفرحة الفقراء والمساكين بالأضحيات والأعطيات، في أجواء من الفرح والمرح والسرور، فرحة بالأهل والأصحاب والأحباب، وفرحة بالتقابل والتزاور والتهنيئات المباركة والرسائل العطرة على هداية الله وتوفيقه، وفرحة المسافرين بأجازاتهم وقدموهم على أهلهم، وفرحة الصغار والأطفال بالعيدية واللهو واللعب.
وآخر الأفراح فرحة أهل الجنة في الجنة من الفرح الأبدي والسرور السرمدي يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فلولا أنّ اللّه قضى لأهل الجنّة الحياة فيها والبقاء، لماتوا فرحا".
فالفرح والسرور وإدخال الفرح والسرور على الناس يوم العد من تعظيم يوم العيد الذي عظمه الله تعالى وأمر بتعظيم شعائره، فقال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج: 32].