رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. منوعات

ابتكار طبي.. أداة ذكاء اصطناعي تشخص اضطرابات العين بالهاتف الذكي

 



طور باحثون من جامعة فلوريدا أتلانتيك Florida Atlantic University (FAU) بالتعاون مع شركاء من جامعات ومؤسسات أخرى، أداة تشخيصية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، و تستخدم كاميرا الهاتف الذكي والحوسبة السحابية لرصد الرأرأة (nystagmus)، وهي حركات لا إرادية متتالية وسريعة في العين، وتعد من الأعراض المرتبطة باضطرابات التوازن والجهاز العصبي.
وبخلاف الطرق التقليدية مثل تصوير الرأرأة بالفيديو (Videonystagmography) (VNG) أو التخطيط الإلكتروني (ENG)، و التي تعد طرقا معقدة تحتاج الى تجهيزات كبيرة ، وعالية التكاليف، اذ تتجاوز 100 ألف دولار أحيانا، اضافة الى الإزعاج الذي قد تسببه للمرضى في أثناء إجراء الفحوصات، توفر الأداة الجديدة المعتمدة على التعلم العميق، بديلا منخفض التكلفة وسهل الاستخدام للتشخيص عن بعد ومريحًا للمريض، يتيح فحصًا سريعًا وموثوقًا للكشف عن اضطرابات التوازن وحركات العين غير الطبيعية، ودون الحاجة إلى مغادرة المنزل.
وتتبع الأداة 468 نقطة مرجعية في الوجه لحظيا، وتحلل سرعة حركة العين، وتولد تقارير جاهزة للعرض على الأطباء، وقد أظهرت التجارب الأولية أن الأداة تقدم نتائج تضاهي الأجهزة الطبية المتقدمة؛ مما يعزز إمكانيات التوسع في مجال الرعاية الصحية عن بعد.

وتتيح الأداة للمرضى تسجيل حركات أعينهم باستخدام الهاتف الذكي، ثم رفع الفيديو إلى نظام سحابي، ليحصلوا بعدها على تحليل تشخيصي من بعد من أطباء مختصين بتشخيص وعلاج اضطرابات التوازن والاضطرابات العصبية دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم.
وأظهرت نتائج دراسة أولية لتقييم الأداة الجديدة شملت 20 مشاركًا ونُشرت في مجلة Cureus، أن التقييمات التي قدمتها أداة الذكاء الاصطناعي كانت متوافقة إلى حد كبير مع تلك التي توفرها الأجهزة الطبية التقليدية، ويؤكد هذا النجاح الأولي دقة النموذج الخاص بالأداة.

وأكد الدكتور (Ali Danesh)، الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ في جامعة FAU: "يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي الذي طورناه أداة واعدة يمكن أن تكمل أو في بعض الحالات تستبدل الطرق التشخيصية التقليدية، خاصة في بيئات الطب من بعد"
ويضيف: "من خلال دمج التعلم العميق والحوسبة السحابية، نسهل عملية التشخيص من بعد ونجعلها أكثر مرونة وأقل تكلفة وأكثر إتاحة خصوصًا في المناطق الريفية والنائية".

دربت خوارزمية النظام على أكثر من 15 ألف فيديو لرصد حركات العين لفئات متنوعة من المرضى. كما يستخدم نظام الذكاء الاصطناعي خوارزميات ترشيح ذكية لتجنب التقاط الحركات الطبيعية مثل الرمش، لضمان الحصول على قراءات دقيقة.
ولا يقتصر دور النظام على التشخيص فقط، بل يساهم أيضا في تسهيل سير العمل السريري؛ إذ يمكن للأطباء الوصول إلى تقارير مكتوبة بالذكاء الاصطناعي عبر منصات مخصصة لتقديم الرعاية الصحية من بُعد، ومقارنتها بالسجلات الصحية الإلكترونية للمرضى، ووضع خطط علاجية مخصصة.

ويستفيد المرضى من هذه الأداة عبر تقليل الحاجة إلى زيارة الأطباء، وخفض تكاليف العلاج، وإجراء تقييمات المتابعة بسهولة من المنزل عبر رفع مقاطع فيديو جديدة؛ مما يمكّن الأطباء من تتبع تطور الاضطرابات لديهم بمرور الوقت.
ويقول الدكتور (Harshal Sanghvi)، المؤلف الرئيسي للدراسة، وزميل ما بعد الدكتوراه في كلية الطب في FAU: "مع أن تقنيتنا ما تزال في مراحلها المبكرة، فإنها تمتلك القدرة على تغيير شكل الرعاية الصحية لمرضى الاضطرابات الدهليزية والعصبية. ومن خلال قدرتها على توفير تحليل غير جراحي ولحظي، يمكن استخدامها على نطاق واسع، في العيادات، وغرف الطوارئ، وحتى في المنازل".
ويعمل الفريق البحثي حاليًا على تحسين دقة النموذج، وتوسيع اختباره ليشمل فئات متنوعة من المرضى في مناطق مختلفة، والحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاستخدامه على نطاق واسع في المجال الطبي.


.