رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
الأخبار العاجلة :
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

ناصر أبو طاحون يكتب: حريق السنترال و غرق الحفار و شهداء الاسفلت.. هل هناك رابط ؟؟

قبل نحو أسبوع كنت ضيفا في منشأة حكومية لتأدية مهمة.. و هالني ما رأيت خلال ساعتين أمضيتهم داخل هذا المبني، و تذكرت ذلك في خضم تلاحق الأحداث من غرق الحفار لحريق السنترال ..
المكان مبنى ضخم يتكلف مئات الملايين لإنشائه ، و بداخله معدات و أجهزة بنفس القيمة أيضا .. فأين المشكلة؟
المشكلة أن أجهزة التكييف تهالكت تماما رغم أن الأجهزة و المعدات بالمباني لا تعمل إلا في وجود التكييف لأنها يصدر عنها حرارة كثيفة..
و ما أريد توضيحه أن المبني هو نموذج لمئات المباني الحكومية المنتشرة بطول البلاد تنتظر كابل كهربائي يشتعل تحت تأثير الإهمال فنجد عدة مليارات قد تحولت لدخان و ركام و رماد .. فتتعطل حياة الناس ثم يطالبون بدفع ثمن استعادة ما اهلكه الإهمال او التخاذل
تذكرت الفرن الذي أمضيت به ساعتين في تلك المصلحة مع فريق العمل داخل ذلك المبني و حالة القلق التي كانت تنتاب الجميع من احتراق جهاز أو اشتعال المبني تحت تأثير إهمال في صيانة او تجديد التكييف المبني..
و اعتقد ان صيانة الاجهزة اوفر بكثير من تدمير منشئات و إعادة بناءها بمليارات
و تقديري أن ما جرى في السنترال قريب و نسيب عائلات الإهمال التي تعشش في زوايا و أركان الوطن وتهدد مسيرته و تبدد طاقاته و تذهب بريح أبناءه عبثا
فلا توجد منشأة أو مصلحة إلا و تعاني من حاجتها لتصليح مفتاح كهرباء أو تغيير سلك أو توصيل كابل ، فتضطر "لتلصيم " السلك أو المفتاح علشان العجلة تمشي، فتمشي العجلة قليلا حتى يحدث "شرز " من هنا او هناك فيكون الحريق و الدمار..
و ليس ببعيد عنا حادث الحفار الذي غرق في لحظات و كأنه قطعة كرتون فارغة ، ليبتلعه البحر  و في جوفه لازال بعض أبناءنا العاملين لم تستطع قوات الانقاذ من الوصول لهم..
و لأن المصائب لا تأتي فرادى فقد لحقت هذه الحوادث بغيرها من التي يشهدها الطريق الإقليمي،  هذا الطريق الذي يجب أن يشهد مراجعة حقيقية لكل خطوات إنشائه و محاسبة كل من اعمل او تقاعس او تربح في عملية الإنشاء،  و ربما يكون من المجدي ان نعود لقانون المناقصات و المزايدات في التعامل مع المال العام و كفاية شغلانة " الأمر المباشر"
إنه الإهمال الصغير الذي لا يظهر و لا يحس به أحد إلا عندما ينتج الكارثة الرهيبة.
و  لكي أكون واضحا انا لا أكتب هنا لأجل ما جري، رغم أهميته و خطورته، و لكني أردت أن أكتب لأجل المستقبل 
نحن الآن في حاجة لمراجعة كل منشئات الدولة الكبيرة ، و مراجعة كل إجراءات السلامة و الأمن الصناعي، و التحقق من أنها حقيقية و ليست هيكلية، و إعادة تقييم كل التوصيلات الكهربائية  و أجهزة التكييف و السيرفرات و غيرها من الأجهزة..
و قديما علمونا أن التدريب في السلم يمنع الدم في المعركة، لكن واضح أن تدريب موظفي الأمن و السلامة وهمي و غير فعال، و أن الاستعدادات و الاجهزة كرتونية و هيكلية لا تعمل