في ذكرى مرور 150 عامًا على تأسيس جريدة الأهرام، نقف أمام واحدة من أعرق المؤسسات الصحفية ليس في مصر وحدها، بل في العالم العربي كله، والتي لم تكن يومًا مجرد صحيفة، بل كانت – وما زالت – شاهدًا على تحولات الوطن، وراصدًا أمينًا لحركته، وفاعلًا أساسيًا في تشكيل الوعي العام وصناعة الرأي المستنير.
لقد ارتبط اسم "الأهرام" عبر تاريخها الطويل بكل ما هو جاد ورصين من فكر وثقافة ومعرفة، وكانت دومًا منبرًا للكلمة المسؤولة، ومحرابًا يحتضن رموز الإبداع والتنوير، ومؤرخًا نزيهًا لحياة المصريين وتحولات دولتهم الحديثة.
وجامعة أسيوط، بما تحمله من إرث أكاديمي وعلمي، تُدرك تمامًا قيمة الصحافة الوطنية ودورها المحوري في دعم قضايا التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وقد كانت "الأهرام" دومًا حاضرة فى هذا المشهد، تنقل ما يتحقق من إنجازات، وتفتح نوافذ للحوار، وتُسلط الضوء على الجهود المبذولة فى مختلف ربوع مصر، وخاصة في صعيدها العزيز.
وإذ نُحيي هذه الذكرى العزيزة، فإننا نؤكد أن "الأهرام" لم تكن يومًا بعيدة عن قضايا الوطن، ولم تتخل عن دورها التنويري، بل ظلت – على مدار قرن ونصف – حاملة لمشعل التقدم، حريصة على التوازن بين حرية التعبير ومسؤولية الكلمة، وهي قيمة نحتاج إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
كل التحية والتقدير لجريدة الأهرام، قيادة وعاملين، ولكل من ساهم في بناء هذه القلعة الصحفية العريقة، وكل الأمنيات بدوام التألق والعطاء في خدمة مصر ومستقبلها.