رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. اّخر الأخبار

.أمين (البحوث الإسلامية) الأزهر منارة العِلم والحضارة وحارس الهُويَّة عبر العصور


ألقى فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، ظهر اليوم في مركز الأزهر للمؤتمرات، كلمةً خلال حفل تكريم الفائزين في مسابقة (ثقافة بلادي) في موسمها الثاني، التي عقدها المجمع بالتعاون مع وزارات: (الثقافة، والسياحة والآثار، والشباب والرياضة)، برعايةٍ كريمةٍ من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام للمجمع، ومتابعة تنفيذيَّة للدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لشئون الواعظات، وذلك بحضور قيادات الأزهر الشريف، ووزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وعدد من السفراء، وممثّلين عن المؤسَّسات الوطنيَّة، إلى جانب شخصيَّات أكاديميَّة وثقافيَّة وإعلاميَّة.

وفي كلمته أكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ الثقافة تمثِّل روح حياة الأمم، وطريق نهضتها وبنائها، وحصنها الحصين أمام التحديات الفكريَّة والوافدات الدخيلة، مشيرًا إلى أنَّ (ثقافة بلادي) هي هُويَّة حيَّة تسكن ضمائرنا، وتحفظ ماضينا، وتبني حاضرنا، وتفتح لنا أبواب المستقبل، وأنَّها الجذور الراسخة التي ربطتنا بتاريخٍ عريقٍ وتجارِبَ إنسانيَّةٍ ملهمة، وعلَّمتنا الصبرَ في المِحَن، والعزيمةَ في الأزمات، والإبداعَ في البناء.

وأوضح الدكتور الجندي أنَّ ثقافتنا الأصيلة كوَّنت شخصيَّتنا المتزنة المنفتحة على العالَم، الصامدة أمام التحديات، الصَّانعة للحضارة حيثما وُجدت، وأنها ثقافة تحصِّن وعينا من أصحاب المعاول التي تهدم ولا تبني، وتؤمِّن أخلاقنا من الطروحات المنحرفة التي تقتحم عقول شبابنا انقضاضًا، وتنهش وعيهم دون جذور أو ثبات.

وشدَّد الأمين لمجمع البحوث الإسلاميَّة على أنَّ ثقافة البلاد هي رسالة حيَّة تُشكِّل وجدان الأجيال جيلًا بعد جيل، وتربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتحفظ بطولات الأجداد وقِيَمهم، في زمنٍ كثرت فيه التحديات الثقافية والوافدات الغريبة التي تروِّجها بعض المنتديات والمواقع الإلكترونيَّة دون أصالة أو عمق، لافتًا إلى أنَّ (ثقافة بلادي) أضاءت أنوارها من مشكاة السراج المنير ﷺ، وجمعت بين الإيمان والعمل، وبين العراقة والتجديد، وبين المحلِّية في الانتماء والعالميَّة في الرسالة.

وتابع فضيلته: «لقد علَّمتنا ثقافتنا أنَّ الأمم لا تُقاس بما تملكه من ثروات ماديَّة فقط؛ بل بما تمتلكه من قِيَم وثقافة تصنع العقول وتبني الأخلاق وتوجِّه السلوك، وثقافة بلادنا -بحمد الله- ثريَّة؛ قوامها الدِّين المعتدل، والعِلم النافع، والفنُّ الراقي، والتجرِبة الإنسانيَّة الواسعة».

وبيَّن أنَّ هذه الثقافة هي جدار حماية مِنَ الفيروسات الفِكريَّة في عصر العولمة والانفتاح، كما أنها حِصنٌ للشباب مِنَ الذوبان، وجسرٌ للتواصل مع العالَم؛ إذْ تأخذ مِنَ الآخر ما ينفع دون التفريط في الهُويَّة، وتُصدِّر للعالَم قِيَم التسامح والعدل والرحمة والعمل المشترك مِنْ أجل الإنسانيَّة، مؤكِّدًا أنَّ حفل التكريم اليوم رسالة إلى العالَم بأنَّ (ثقافة بلادي) ثقافة حياة، تبني ولا تهدم، توحِّد ولا تفرِّق، تُنير ولا تظلم.

كما أكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ الأزهر الشريف كان -ولا يزال- منارةَ العِلم والحضارة منذ أكثر من ألف عام، وحاضنةً لتلاقي الثقافات؛ إذْ تخرَّج فيه طلَّابٌ مِنَ الشرق والغرب، فصاروا سفراء للحوار، ورُسُلًا للتسامح، وجنودًا لمحاربة الجهل والتطرُّف، مشيرًا إلى أنَّ الأزهر بالإضافة إلى كونه جامعةً عريقةً، فهو رسالة حضاريَّة حملت نور العِلم والوسطيَّة إلى قلوب الدنيا كلِّها.

وتوجَّه الدكتور الجندي بخطاب مباشر إلى الشباب قائلًا: «أيها الشباب، يا قرَّة العين وثمرة الفؤاد،  إنَّ جيلكم -اليوم- يواجه تحدياتٍ غير مسبوقة، وضغوطًا ثقافيَّة واجتماعيَّة ونفسيَّة في ظلِّ سباق محموم على الفرص، وتنافسيَّة شرسة، وتغيُّرات سلوكيَّة وقيميَّة، وتأثير واسع لوسائل الإعلام الرَّقْمي ومواقع التواصل الاجتماعي، بما تحمله من مضامين تحتاج إلى وعي ناضج بين الشغف والحذر، فكونوا فطنين حين تتلقَّفون معارف الآخرين، واحذروا الطروحات الفِكريَّة والمعرفيَّة المجهولة التي قد ترسم هُويَّتكم، وتوجِّه حياتكم نحو سراب خادع».

واختتم الأمين  لمجمع البحوث الإسلاميَّة بتأكيد أنَّ الأمَّة -بفضل الله ثمَّ ثقافتها الأصيلة- تجاوزت عبر العصور مختلِف التحديات، وأنَّ الأجيال الجديدة مدعوَّة لحمل هذه الثقافة، والوفاء لها، ونَقْلها للأجيال المقبِلة؛ حتى تبقى بلادنا دائمًا منارةً للعِلم والإبداع، ورمزًا للحضارة والإنسانيَّة.