رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. تحقيقات وتقارير

مصانع داخل المدارس.. الغربية تفتح مستقبلًا جديدًا للتعليم الفني

لم يعد الطالب في المدارس الفنية بمحافظة الغربية، يقضي يومه الدراسي بين فصول تقليدية وكتب جامدة، كما كان سابقًا بل أصبح يشارك في تشغيل ورش إنتاج حقيقية أشبه بـ المصانع المصغرة، وهو مشهد غير مألوف يعكس نقلة واسعة في فلسفة التعليم الفني المصري، طبقته محافظة الغربية منذ سنوات وطورته خلال العام الماضي والحالي.

نموذج عملي بدلًا من الدراسة النظرية

فداخل هذه المدارس، تتحول الحصص والدروس داخل الصفوف إلى ساعات عمل منتجة، حيث يتدرب الطلاب على تشغيل خطوط صناعية، أو صيانة أنظمة رقمية، أو تصميم دوائر إلكترونية دقيقة، ما يجعل الشهادة ليست مجرد ورق، بل خبرة مكتسبة تمهّد لفرص عمل مضمونة عقب التخرج.

كسر الصورة القديمة للتعليم الفني

لأعوام طويلة، ارتبط هذا النوع من التعليم بفرص محدودة ووظائف ضعيفة الأجر، لكن الخطة الجديدة قلبت الصورة رأسًا على عقب عبر تحديث المناهج، وإدخال مجالات حديثة كالروبوتات والطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي، بجانب شراكات مباشرة مع المصانع الكبرى لتدريب الطلاب داخل مواقع الإنتاج نفسها.

تخصصات تواكب الثورة الصناعية الرابعة

الغربية لم تكتفِ بتأهيل خريجين للصناعات التقليدية، بل أضافت مجالات مطلوبة عالميًا مثل تكنولوجيا المعلومات، التحول الرقمي، والإلكترونيات الدقيقة، هذه التخصصات تمنح الطالب ميزة تنافسية داخل مصر وخارجها، وتضعه في قلب أسواق العمل الدولية منذ سنوات دراسته الأولى.

مدارس تتحول إلى بيئة إنتاجية

مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية بطنطا، على سبيل المثال، لم تعد مجرد مبنى تعليمي، بل ورشة اتصالات متكاملة يتعلم فيها الطالب كل تفاصيل المهنة، ومدرسة مياه الشرب والصرف الصحي صارت تمنح طلابها تدريبًا مباشرًا داخل المحطات، كذلك انتشرت مدارس الصناعات الغذائية والدوائية والإلكترونية، لتتحول إلى معامل إنتاج واقعية وليست مجرد فصول دراسية.

مسار مفتوح نحو الجامعات التكنولوجية

التطوير لم يتوقف عند حدود الدبلوم الفني، إذ أصبح بإمكان الطالب استكمال رحلته بالجامعات التكنولوجية، والوصول حتى الماجستير والدكتوراه، وهو ما يكسر الاعتقاد القديم بأن هذا المسار مجرد نهاية. الآن، التعليم الفني يمثل بداية جديدة يمكن أن تقود إلى مسار أكاديمي ومهني متكامل.

رؤية وطنية تتجاوز حدود الغربية

ما يحدث داخل المحافظة، يُنظر إليه كنموذج يُحتذى في باقي المحافظات، ضمن خطة الدولة لإعادة وضع التعليم الفني في قلب المشروع التنموي. هذا التوجه ينسجم مع أهداف رؤية مصر 2030 التي تعتبر بناء الإنسان والاقتصاد المعرفي محورًا أساسيًا للنهوض.

وأكد المهندس ناصر حسن، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، أن المدارس الفنية لم تعد مجرد مؤسسات تمنح شهادات، بل جسور حقيقية نحو المصانع وأسواق العمل المحلية والعالمية، وأضاف أن الطالب بات يعيش تجربة مهنية كاملة منذ اليوم الأول في المدرسة، ما يمنحه مكانة مختلفة في عالم التوظيف.