عذرا للعنوان فلابد من التوصيف الصحيح لنصل الي العلاج الشافي. ومن كرهوه قله قليله والمحبون كثر . أحبوه لأنهم تجردوا من كل الأجندات ولم ينكبوا على وجوهم ولم يرتموا في أحضان الجماعات والجمعيات؟
أما هؤلاء فلهم عذرهم لاسيما وقد اشتد عودهم في ظل تلقينات متتاليه فحواها ( لاتفكروا ولاتبتكروا) فقط عليكم بالسماع والطاعه..
نحن من نفكر لكم و نعرف مايضركم وماينفعكم.
قالوا لهم ذلك وغرسوا في عقولهم وبئس ماغرسوا؟؟
فكان لابد من بغضهم للعلامه المفكر والباحث ورائد مدرسه التنوير في العصر الحديث الدكتور /محمود حمدي زقزوق.. الذي تتلمذ على أيدي الكبار فكان أستاذا للعظماء من تربوا على يديه وعاشوا في كنفه....
تعلم وعلم أن الخلاف في الرأي لايفسد للود قضيه.. وأن عدوي
ليس من العيب احترامه وتقديره فهو من يبصرني بمواقع الخلل فأتجنبها. وأن قولك قد يكون صوابا وقد يكون خطأ.. والكمال لله الواحد.. وقد عرفناه بعقولنا بعد تفكير
وتدبر... الدكتور / زقزوق كان تلميذا للكبار محمود شلتوت والبهي ورشيد رضا وعباس العقاد.. وكان رفيقا لدرب العلامه الدكتور / احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. من يمتعضون عندما يسمون اسم الراحل / محمود حمدي زقزوق هم من تربوا على السمع والطاعه... العقل عندهم معطل وربنا كان خارج الخدمه..
كل مؤلفات الراحل الكريم مشاعل تهدي الناس وتدعوهم الي التفكير فهو فريضه اسلاميه....
ما أحوجنا إلى التفكير المبنى على العلم.. فهو الطريق الأمن لبناء المجتمعات ورسم خريطه سويه للتعايش بين البشر..
الراحل الكريم كان قيمه وقامه فهو أينما حل كان شعاعا للجميع وبوصله تحدد الي أين المسير. كان الناس كل الناس يقدرونه. لم يصنع لنفسه هاله ولم يكن يرضى تقديسه والتبرك به.. لقد َكان بسيطا في ملبسه وفي مشيته. لذا ظل كبيرا في قلوب عارفيه. عالم بحق فهو إذا تحدث صمت الجميع كأن على رؤوسهم الطير. فهو صانع الفكره وحلال العقد.. الاستناره كانت عنوانا له تعلم ذلك وعلمها لكل من تتلمذ على يديه فصنع جيلا من المفكرين
من يعملون العقل فحرك الكوامن التي كان نائمه واستنطق كل ماهو جميل في كل من اقترب منه.. عالم من زمن الكبار بل كان كبيرا بلا منافس وعظيما وان لم يطلب التعظيم..
عاش كبيرا بين الكبار فهو العالم الموسوعي والمفكر زائع الصيت ليس في مصر وحدها ولكنه كان سفيرا غير محدود المكان في جميع الدول العربية والاسلاميه وفي أوربا...
لأنه استطاع بعلمه وخلقه تصدير أنبل الصفات عن مصر وعروبتها والاسلام ورقيه...
رحم الله العلامه الزاهد فعلا الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق والسفير الذي لن يتكرر..
الشيخ سعد الفقي
كاتب وباحث