تصاعدت حالة من الغضب داخل كلية الفنون التطبيقية بجامعة طنطا، بعد استمرار تأخر افتتاح الأقسام الجديدة التي كان من المقرر تفعيلها منذ بداية العام الدراسي، وهي قسما التصميم الداخلي والأثاث، والإعلان، ما أثار موجة من الاستياء بين الطلاب وأولياء أمورهم.
آمال ضاعت ووعود لم تنفذ
قالت الطالبة «فاطمة. ه»، إنها اجتهدت خلال السنة الأولى وحققت تقديرًا مرتفعًا، على أمل أن تلتحق بقسم التصميم الداخلي، إلا أن تأخر افتتاح القسم جعلها تشعر بالإحباط، مؤكدة أن الكلية في وضعها الحالي لا توفر التنوع الكافي، حيث تقتصر على أقسام الغزل والنسيج، طباعة المنسوجات، والملابس الجاهزة، وجميعها تركز على مجال الأقمشة فقط.
وأضاف الطالب «أحمد. س»، أن زملاءه بذلوا مجهودًا كبيرًا على مدار العام الدراسي الماضي لتحقيق حلمهم بالدراسة في قسم الإعلان، لكنهم فوجئوا بأن الأقسام لا تزال مجرد وعود، وهو ما وضع مستقبلهم الدراسي على المحك.
أولياء الأمور: أبناءنا يدفعون الثمن
من جانبهم، عبر عدد من أولياء الأمور عن استيائهم من الوضع الحالي. وقالت «محمود عبد الله»، والد إحدى الطالبات: «إحنا دفعنا مصاريف ومجهود كبير عشان ولادنا يحققوا حلمهم في الكلية، وفي الآخر مفيش أقسام جديدة. في طلاب اضطرت تتحول لجامعات تانية برسوم باهظة، وده حمل مادي فوق طاقتنا».
وأوضحت السيدة «منى حسن»، أن ابنتها لا تستطيع التحويل بسبب الظروف الأسرية وصعوبة السفر، مضيفة: «ليه جامعة طنطا العريقة تخلينا ندور على بدائل في جامعات أحدث منها؟ إحنا عايزين بس القرار يتنفذ».
إدارة الكلية: قمنا بدورنا بالكامل
في المقابل، أكد عميد الكلية أن الإدارة استوفت كافة الشروط اللازمة لافتتاح الأقسام الجديدة، مشيرًا إلى أن اللوائح جاهزة، والمجلس الأعلى للجامعات وافق على الطلب، كما تم تجهيز القاعات والمعامل والورش، وأوضح أن الملف موجود لدى الجهات المختصة، والكلية تنتظر فقط تفعيل القرار.
التماسات بلا جدوى
وأشار الطلاب إلى أنهم تقدموا بأكثر من 150 التماسًا رسميًا لرئيس الجامعة لطلب التدخل، لكن الشكاوى لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن، حيث أعيد الملف إلى الكلية دون رد واضح، هذا الأمر دفع عددًا من الطلاب إلى الاغتراب والتحويل إلى جامعات أخرى، رغم الأعباء المادية المرتفعة لنظام الساعات المعتمدة (Credit Hours)، بينما ظل آخرون عالقين بلا خيار بديل.
نداء عاجل للمسؤولين
وطالب الطلاب وأولياء الأمور وزير التعليم العالي الدكتور محمد أيمن عاشور، ورئيس المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا، ومحافظ الغربية اللواء أشرف الجندي، بسرعة التدخل العاجل وفتح هذه الأقسام حفاظًا على حقوق الطلاب وضمانًا لمستقبلهم العلمي.
وأكدوا أن جامعة طنطا، بما تحمله من تاريخ ومكانة بين الجامعات المصرية، لا يليق أن يتجه طلابها إلى جامعات أخرى بحثًا عن تخصصات يفترض أن تكون متاحة داخلها منذ سنوات.