رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
الأخبار العاجلة :
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الشيخ أبو بكر الجندي يكتب عن: أهمية التاريخ المصري القديم (2)

نظمت دولة قَطر منديال 2022م، وقد سُئل أحد المسئولين القطريين عن النفقات الباهظه على المونديال، وأن أرباحه المالية ضيئلة جداً بالنسبة إلى التكاليف الخيالية، فقال: نحن نشتري التاريخ والتاريخ لا يقدر بثمن، حقاً التاريخ لا يقدر بثمن، ومصر بلد التاريخ وأساس الحضارة، والبعض لا يقدر هذا التاريخ، وربما يبيع حضارة بلده بثمنٍ بخس دراهم معدودة.
وإذا تحدثنا عن تاريخ بلادي فقد يصعب على العقل البشري أن يستوعب كم الإنجازات الحضارية والعلمية والإنسانية التي أفرزتها العقول المصرية وأنتجتها الأيادي المصرية؛ مما جعل بالبعض يقول إن الكائنات الفضائية هي التي صنعت هذه الحضارة ولا يمكن للبشر أن يقوموا بمثل هذا، وعن الكم الحضاري المصري يقول د/ مصطفى وزيري: إن خلال ثلاثة أعوام استردت 29 ألف قطعة تاريخية وأثرية سُرقت وهُرِّبت للخارج، فكيف بما لم يسترجع؟! فكيف بالمجهول والمدفون تحت الأرض؟! ويقول أيضاً: ورغم وجود 8000 منشأة أثرية في مصر و41 متحف، إلا أنه يظل 60% من علم المصريات في باطن الأرض لم يكتشف بعد رغم البعثات الحفرية الكثيرة من مصر ومن دول عديدة اهتمت بالآثار المصرية. 
والحضارات المتلاحقة قامت على هذه الحضارة المصرية واقتبست منها في شتى العلوم والفنون، حتى الأديان نفسها أخذت عنها الكثير والكثير، فالحضارة المصرية حضارة علمية بامتياز وإنسانية من طرازٍ فريد، ولا ينكر فضلها على البشرية سوى كاره أو جاهل.
ويقول د/ أحمد عيسى طه وزير السياحة والآثار تم عمل استبيان في 12 دولة عن سؤال واحد ومحددٍ، مَن يرغب في زيارة مصر؟ فكانت النتيجة 272 مليون سائح يرغبون في زيارة أم الدنيا وبعضنا اليوم ربما لا يهتم ولا يكترث بتاريخ بلده وحضارتها.
والقرآن الكريم يأمرنا بالإفادة من التاريخ، ومن السنن الاجتماعية للأُمم السابقة، فقال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ}[الروم: 42]، والنبي صلى الله عليه وسلم نفسُه، قد أفاد من تاريخ الأمم واقتبس منه، كما أفاد صلى الله عليه وسلم حفرَ الخندق من أمة الفُرس، في معركة الخندق، فليس هناك معلمٌ أعظمُ من التاريخ، وأَعْلَمُ الناسِ بالمستقبل هم أعلم الناس بالتاريخ، وأمة بلا تاريخ أمة بل مستقبل.
يقول أحدُ مفكري اليونان عن هزيمةِ بعضِ البلدان التي استعمروها: "هزمناهم ليس حين غزوناهم، بل حين أَنْسَيْناهم تاريخهم وحضارتهم، وكذلك الغزاة والمستعمرون لكل البلاد العربية والإسلامية يسرقون تاريخهم، أو يزيفونه، أو يدمرونه أو يحرقونه؛ لأن الأمم بلا تاريخ كشجر بلا جذور وبيت بلا قواعد، وأمة بلا تاريخ أمة ضعيفة، وهي في ضعفها أهون من بيت العنكبوت الذي ليس له أصل ولا أساس، يقول الشيخ محمد الغزالي أمة بلا تاريخ: نصفُ مجنون، فهي كفاقد الذاكرة، ومن أهم ما يميز الإنسان عن الحيوان هو التاريخ؛ لأن الحيوان ليس له تاريخ ولو تعلم التاريخ ما ذبحه أحد أبدا.
وفي الأخير أصحاب العقول السليمة والفطرية السوية هم من يهتمون بالتاريخ ويستشرفون من خلاله المستقبل، ويعتبرون من سلبياته وإيجابياته، من انتكاساته وانجازاته.