رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. منوعات

اكتشاف مضاد حيوي أقوى 100 مرة يفتح باب الأمل ضد البكتيريا المقاومة للأدوية

 

في إنجاز علمي مثير أعلن باحثون من جامعة ووريك الإنجليزية وجامعة موناش الأسترالية عن اكتشاف مضاد حيوي جديد أقوى 100 مرة من المضادات الحيوية المعروفة، وفعال ضد السلالات البكتيرية المقاومة للأدوية مثل العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) والمعوية المقاومة للفانكومايسين (VRE)؛ اللافت أن هذا المركب الجديد كان أمام أعين العلماء طوال الوقت داخل بكتيريا معروفة درستها المختبرات منذ أكثر من نصف قرن.

المضاد الجديد المسمى لاكتون ما قبل ميثيلينوميسين سي وجد أثناء دراسة المسار الحيوي الذي تنتج من خلاله بكتيريا خيطية ستربتوميسيس كويلكلور مضادا معروفا هو ميثيلينوميسين أ؛ لكن عند حذف بعض الجينات من المسار الحيوي اكتشف الباحثون مركبين وسيطين جديدين يتمتعان بنشاط مضاد للبكتيريا أقوى بكثير من المركب النهائي المعروف.

يقول البروفيسور جريج تشاليس من قسم الكيمياء في جامعة ووريك: "تم اكتشاف ميثيلينوميسين أ قبل 50 عاما، وقد أعيد تصنيعه مخبريا مرات عدة، لكن لم يخطر ببال أحد أن يختبر المواد الوسيطة الناتجة أثناء تصنيعه، وعندما فعلنا ذلك، وجدنا أن أحدها أقوى بمئة ضعف".

الاختبارات المعملية أظهرت أن لاكتون ما قبل ميثيلينوميسين سي يتمتع بنشاط قوي ضد طيف واسع من البكتيريا موجبة الجرام، وخاصة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين والمعوية المقاومة للفانكومايسين. كلا النوعين يعدان من أخطر مسببات العدوى في المستشفيات حول العالم.

الدكتورة لونا الخلاف، أستاذة مساعدة بجامعة ووريك والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أوضحت: "من المدهش أن نجد مضادا جديدا بهذه القوة داخل بكتيريا درسها العلماء منذ الخمسينيات. يبدو أن هذا النوع من البكتيريا طور في الأصل مضادا قويا جدا، ثم خفف قوته مع مرور الزمن ربما لأغراض بيولوجية أخرى".

الأخبار الأكثر تفاؤلا جاءت من تجارب مقاومة البكتيريا؛ إذ لم تظهر بكتيريا المعويات أي مقاومة للمركب الجديد حتى في الظروف التي تتطور فيها عادة مقاومة ضد الفانكومايسين، وهو علاج الملاذ الأخير لمثل هذه العدوى. ويعتبر هذا الاكتشاف إشارة واعدة في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية التي تودي بحياة نحو 1.1 مليون شخص سنويا.

يقول تشاليس: "هذا الاكتشاف يفتح بابا جديدا لاكتشاف المضادات. إذا درسنا المركبات الوسيطة داخل المسارات الحيوية للمركبات الطبيعية بدل التركيز فقط على نواتجها النهائية، قد نجد مضادات جديدة أكثر فعالية وأقل عرضة للمقاومة".

الفريق البحثي نجح أيضا في إيجاد طريقة لتصنيع المركب على نطاق واسع، مما يسمح بإنتاج مشتقات جديدة ودراسة العلاقة بين تركيب المركب ونشاطه الحيوي، تمهيدا لاختباره قبل السريري.

يقول البروفيسور ديفيد لبتون من جامعة موناش، الذي قاد فريق التخليق الكيميائي: "الهيكل البسيط للمركب وسهولة تصنيعه يتيحان لنا تطوير نسخ متعددة منه وتحسين خصائصه الطبية؛ لدينا الآن منصة قوية لتطوير هذا المضاد الحيوي إلى دواء يمكن أن يغير قواعد اللعبة".

قد يمثل لاكتون ما قبل ميثيلينوميسين سي خطوة حاسمة نحو جيل جديد من المضادات الحيوية القادرة على كبح أخطر "الجراثيم الخارقة" التي تهدد العالم اليوم مع قوته المذهلة وبساطة تركيبه ومقاومته الواضحة لتطور المقاومة البكتيرية.