تعيش الدائرة الثالثة التي تضم ابنوب والفتح وساحل سليم والبدارى وأسيوط الجديدة واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة في انتخابات مجلس النواب القادمة، حيث تختلط الحسابات السياسية بالامتداد القبلي وسط تحركات مكثفة لا تتوقف على أرض الميدان، وبينما يعلو صوت المنافسة ترتفع التوقعات داخل الشارع الذي لا يتوقف عن السؤال: من سيكون الأقرب لجولة الإعادة؟
في مقدمة المشهد الانتخابي تبرز أسم الدكتورة أماني الليثي مرشحة حزب المؤتمر باعتبارها رقما صعبا داخل الدائرة، بعدما استطاعت أن تكسب ثقة فئات واسعة من المواطنين خاصة النساء والشباب من خلال جولاتها المكثفة التي قطعت فيها مسافات طويلة سيرا على الأقدام في القرى والنجوع، معتمدة على حوار مباشر وبرنامج انتخابي حمل آمالا واقعية لأهالي الشرق، كما يدور حديث واسع في البدارى حول دعم متزايد لها ولزوجها الكاتب الصحفي عبدالله تمام تقديرًا لما قدموه من خدمات ملموسة للمواطنين وهو ما جعل الكثيرين يعتبرون وصولها للإعادة أمرا شبه محسوم.
وفي قلب هذه المعادلة يواصل العمدة محمد عبدالمنعم ابن قرية المعابدة تعزيز شعبيته التي انطلقت بقوة من ابنوب ثم امتدت إلى القرى المجاورة ومراكز الفتح وساحل سليم والبدارى، مستندا إلى التفاف عائلي وجماهيري منظم، جعله أحد أبرز الأسماء المرشحة بقوة للعبور في السباق الانتخابي شديد التعقيد.
ولا يغيب عن الصورة الحراك القوي لتحالف حزبي منظم يضم النائب عصام العمدة والنائب أحمد حسين جودة،مرشحى حزب مستقبل وطن ومرشح حزب حماة الوطن علي سيد معوض، حيث تعتمد هذه الكتلة على ماكينة انتخابية صلبة وحضور حزبي واسع في كل القرى والمراكز إلى جانب تواصل مستمر مع رموز العائلات وتقديم دعم اجتماعي وخيري في أكثر من موقع بالدائرة، وهو ما يمنحهم ثقلا تنظيميا قد يصنع فارقا مهما في لحظة الحسم.
وعلى جانب آخر تبقى الخبرة الانتخابية حاضرة في اسم النائب السابق نعمان فتحي نعمان الذي عاد بقوة إلى الساحة مستندا إلى شعبيته الممتدة في البدارى ومحيطها، ليقترب مرة أخرى من مربع الإعادة إذا ما استمر الدفع الجماهيري على ذات الوتيرة.
كما يبرز المحامي ممدوح الملاخ ابن الوسطى كواحد من الأسماء التي تصعد بهدوء ولكن بثبات من خلال نشاط اجتماعي وتواصل متزايد مع الشباب، مما جعله ضمن قائمة الأسماء التي تتقدم تدريجيا إلى المناطق الساخنة داخل المنافسة.
وفي موازاة ذلك فإن مدينة ابنوب تشهد تعاطفا ملحوظا مع مرشح الشباب المحامي عمرو شمتان، الذي استطاع أن يجذب حوله فئة كبيرة من شباب المدينة ممن يرون فيه صوتهم وقدرتهم على التغيير، حيث يتحرك بين الشوارع والمنازل بثقة وحضور لافتين، ومع كل جولة جديدة تتزايد مساحة الدعم من أبناء المدينة الباحثين عن تمثيل شبابي حقيقي تحت قبة البرلمان، وهو ما جعله اسما جديدا يدخل حلبة المنافسة بقوة في نطاق مركز ابنوب.
وبين كل هذه التحركات على الساحة لا يغيب عن الكواليس وجود اتفاقات معلنة وأخرى غير معلنة بين بعض المرشحين داخل المراكز المختلفة، بعضها يقوم على تبادل الأصوات وبعضها يرتبط بوعود مستقبلية، بينما تبقى المفاجآت واردة بقوة في الأيام الأخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع.
ومع اقتراب اللحظات الحاسمة يتفق المراقبون على أن المشهد يتجه نحو جولة إعادة تجمع بين الأسماء الأبرز في السباق، لكن نتيجة الصناديق ومعدلات المشاركة والتنظيم يوم التصويت ستظل هي العامل الأهم في رسم الخريطة النهائية لبرلمان الدائرة الثالثة.
لتبقى النهاية مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة