رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. اّخر الأخبار

أمين البحوث الإسلامية يناقش القضايا الفكرية المعاصرة مع طالبات الأزهر بالأقصر


ألقى فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم، محاضرةً لطالبات كليَّة البنات الأزهريَّة بطيبة في محافظة الأقصر، ضِمن فعاليَّات منتدى الحوار الفِكري مع الشباب، وذلك بحضور: أ.د. كرم عبد الستَّار المحرزي، عميد الكليَّة، والشيخ محمد ربيع السعدي، المدير العام لمنطقة وعظ الأقصر، وعددٍ من أساتذة جامعة الأزهر ووعَّاظ الأزهر الشريف.

وخلال اللقاء، دار حوارٌ مفتوح بين فضيلة الأمين العام والطالبات، تناول أبرز القضايا الفِكريَّة المعاصرة التي تشغل أذهان الشباب؛ مثل: الإلحاد، والتطرُّف، والتقليد الأعمى، والشذوذ الأخلاقي، وغيرها مِنَ التحديات التي تواجه الجيل الجديد في ظلِّ الانفتاح الرَّقْمي والعالمي المتسارع.

وأكَّد الدكتور الجندي في مستهلِّ حديثه أنَّ الإسلام دِين العقل والفطرة والحوار، مشيرًا إلى أنَّ الشرائع السماويَّة جاءت لترشد الإنسان إلى ما يزكِّي روحه وينظِّم حياته، لا لتكبِّل فِكره أو تقيِّد حريَّته، وأنَّ الله -تعالى- أكرم الإنسان بالعقل وجعله مناط التكليف، فلا يجوز أن يعطِّل الإنسانُ هذه النعمة أو يسلمها لغيره دون وعي أو بصيرة.

وأوضح فضيلته أنَّ الإلحاد المعاصر -في كثيرٍ مِنْ صوره- ليس موقفًا عِلميًّا بقدْر ما هو نتيجة فراغ روحي أو اضطراب نفسي أو ردّ فعل تجاه مفاهيم دِينيَّة مغلوطة، مؤكِّدًا أنَّ الردَّ عليه يكون بالحوار الهادئ الذي يلامس العقل والقلب معًا.

وتناول الأمين العام قضيَّة التطرُّف الفِكري، مبيِّنًا أنه يبدأ بفكرة صغيرة غير منضبطة سرعان ما تتحوَّل إلى سلوكٍ عنيف إذا لم تجد مَن يوجِّهها بشكل صحيح، مشدِّدًا على أنَّ الإسلام بريءٌ مِنَ الغلو، وأنَّ منهجه في التعامل مع الآخر يقوم على العدل والرحمة لا على الصدام والعداء، وأنَّ الأزهر الشريف -عبر تاريخه الطويل- هو الحِصن الفِكري الذي تصدَّى لموجات الانحراف عبر القرون.

وفي حديثه عن التقليد الأعمى والانبهار بالغرب، دعا الدكتور محمد الجندي الطالبات إلى أن يكنَّ على وعي بالفرق بين الأخذ من الحضارة الإنسانيَّة وبين الذوبان فيها، قائلًا: نأخذ مِنَ الغرب العِلمَ والإتقان، لكن لا نأخذ الانحلال ولا التفكُّك الأُسَري ولا استبدال المظاهر بالقيم، لافتًا إلى أنَّ الهُويَّة الأزهريَّة تمثِّل توازنًا فريدًا بين الأصالة والانفتاح، وبين الثوابت والتجديد.

كما تطرَّق فضيلته إلى قضيَّة الشذوذ الأخلاقي التي يُروَّج لها في بعض المنصَّات العالميَّة، مؤكِّدًا أنَّ هذه الموجات الفِكريَّة ليست سوى محاولات ممنهجة لخلخلة القِيَم الإنسانية، وتشويه مفهوم الحُريَّة، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام يحمي كرامة الإنسان ويصون فطرته، ويؤسِّس لمجتمعٍ يقوم على الأسرة والعفاف والاحترام المتبادل.

وفي ختام كلمته، أكَّد الأمين العام أنَّ الأزهر بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، يعمل على مواجهة هذه التحديات بخطابٍ وسطيٍّ متوازن يجمع بين العِلم والدِّين، وبين الثوابت والتجديد، وأنَّ هذه اللقاءات الفِكريَّة تأتي في إطار توجيهات الإمام الأكبر بأهميَّة الانفتاح على الشباب، والاستماع إليهم، ومناقشة تساؤلاتهم بلغةٍ واعيةٍ قريبةٍ منهم.

واختُتم اللقاء بحوارٍ تفاعليٍّ بين الطالبات والدكتور محمد الجندي، طرحن خلاله تساؤلاتٍ حول قضايا الإيمان والحُريَّة والهُويَّة، فأجاب فضيلته عنها بأسلوب عِلمي مستند إلى النصوص الشرعيَّة والفِكر العقلاني، موضِّحًا كيفيَّة مواجهة الأفكار المنحرفة وتثبيت الوعي الفِكري، بما يعكس الدَّور المستمر للأزهر الشريف في توجيه الشباب وتحصين الفِكر بالحُجَّة والعِلم والحوار.