رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
الأخبار العاجلة :
  1. الرئيسية
  2. تعليم وجامعات

"نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي يشارك فى افتتاح فعاليات الأسبوع الدَّعوي الـ14 للأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية

 

 

برعايةٍ كريمةٍ مِنْ فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيِّب الأزهر الشريف وإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، وبالتعاون مع فرع الجامعة للوجه القبلي وجامعة أسيوط؛ شارك فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالمالك نائب فى افتتاح فعاليات الأسبوع الدعوي الرابع عشر والمقام تحت عنوان" مفاهيم حضارية" بجامعة أسيوط وذلك على مدار خمسة أيام ، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون الطلاب والتعليم والأستاذ الدكتور حسن يحيي الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة الإسلامية والدكتور عيد خليفة وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط والدكتور مرتجي عبدالرؤوف مدير عام الوعظ بأسيوط والدكتور الحسيني حماد  وحشد كبير من طلاب وطالبات جامعة أسيوط.

بدأت فعاليات الندوة و المقامة تحت عنوان "الدين منبع الحضارة"، والتي قدمها الدكتور الحسيني حماد منسق المشاركة المجتمعية بفرع الجامعة للوجه القبلي بالسلام الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم لفضيلة الشيخ محمد صديق البدراوي، ثم كلمة من الأستاذ الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون التعليم والطلاب نقل فيها تحيات الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة للسادة الحضور، معربا عن سعادته باستضافة تلك الفاعليات الثقافية، مشيدا بالتعاون البناء مع مجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر، موضحا أهمية دور الجامعة التثقيفي والتنويري وتقديم خطاب مستنير يسهم فى تكوين عقول الشباب فالجامعة ليست للتعليم فقط بل لتحصين الوعي ونشر ثقافة الحوار، لتعزيز السلام المجتمعي، فالدين هو عامل كبير للعمران والتنمية والبناء المجتمعي.

واستعرض الدكتور حسن يحيي الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة لمجمع البحوث الإسلامية ملخصا للفاعليات التي تمت فى مختلف الجامعات المصرية، وأوضح أنَّ ندوة اليوم ستتناول عددًا مِنَ المحاور المهمَّة التي تُبرز جوهر العلاقة بين الدِّين والحضارة، وفي مقدِّمتها: التفاعل لا التصادم، والإعمار لا التخريب، مِنْ خلال قراءة متعمِّقة في العَلاقة الجدليَّة بين النَّص الدِّيني والإنجاز المادِّي، إلى جانب مناقشة مفهوم الحضارة الإسلاميَّة بوصفها مشروعًا إنسانيًّا يجمع بين المعالم الإيمانيَّة والقِيَم الأخلاقيَّة التي تُعلي مِنْ شأن الإنسان وتدفعه نحو البناء والابتكار.
وتستمر فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي على مدار خمسة أيام بمشاركة علماء الأزهر الشريف، تتنوَّع خلالها الندوات الفِكريَّة التي تُسلِّط الضوء على ملامح الشخصيَّة الحضاريَّة في الإسلام من حيث البناء والتكوين، وما ورد بشأنها في القرآن الكريم والسُّنة النبويَّة المطهَّرة، مع استعراض نماذج مُشرِقة مِنْ رموز التاريخ الإسلامي، كما تتناول أثر القِيَم والأخلاق في نشأة الحضارات وبقائها، وأهميَّة العِلم بوصفه قاطرة التقدُّم الإنساني، فضلًا عن دَور الحُريَّة المسئولة في إطلاق طاقات الإبداع والتجديد، ومكانة حقوق الإنسان في الشريعة الإسلاميَّة بعدِّها ركيزةً مِنْ ركائز العمران وصون الكرامة الإنسانيَّة.

وفى كلمته أوضح الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة  انعقاد الأسبوع الدعوي الرابع عشر يأتي فى إطار  استمرارجهود الأزهر الشريف في تعزيز وعي الشباب الجامعي، وتوضيح المفاهيم الصحيحة للدِّين، ورَبْطها بالواقع الحضاري المعاصِر، مشيرًا إلى أنَّ سلسلة الأسابيع الدعويَّة تمثِّل منصَّةً فِكريَّة تجمع بين علماء الأزهر وشباب الجامعات، وتفتح حوارًا مباشرًا حول قضايا الإنسان والمجتمع والحضارة.

وأشار فضيلته أن تلك الفعاليات ترسم صورة للتكامل والتعاون بين الأزهر وكافة مؤسسات الدولة وجامعاتها، لنوصل رسالة التجديد للعلم الشرعي الصحيح المأخوذ بالتلقي والسند للشباب، وهو المنهج الذي يتبناه الأزهر الشريف، فالتجديد فى المفهوم الإسلامي هو الفهم والاسنباط وفهم المصطلحات دون المساس بالثوابت والأصول. 
فالمجدد لابد أن يكون عالما موسوعيا، يعرف الفقه واللغة إلى غير ذلك من العلوم  الأساسية.
وان التحرر من هذه الضوابط لا يعد تجديدا بحال، بل هو ضياع لوجهة النص.
فالتجديد بضوابطه قيمة حضارية تتماشي مع كافة الأزمنة، فالعلم والدين يجتمعان ولا يرتفعان، وأن التشدد هو جمود يضرب أصول ثوابت الدين و كذلك تأويل النصوص بالهوى هو تطرف يهدم الدين .
ففهم الواقع و النص دون المساس بالأصول والثوابت القطعية هو التجديد المحمود المطلوب .
و التراث الاسلامي ذاخر بالعلماء المجددين، مثل الشيخ الكبير جلال الدين السيوطي العالم المجدد الموسوعي الكبير، والذي كتب فى كل الفنون والعلوم، والمحدث ابن حجر العسقلاني الذي خدم الدين والتجديد بضوابطه.
مؤكدا على ضرورة التناغم بين الروح والمادة والعديد من الآيات القرآنية تربط بين الروح والمادة، وهو ما تتميز به الحضارة الإسلامية دون غيرها من الحضارات، فلا حضارة حقيقية من غير دين، فكثير من العلماء برعوا فى العلوم الشرعية والتجريبية فى الوقت ذاته كابن حيان وابن سينا والإمام جعفر الصادق والخوارزمي  وغيرهم الكثير، والذين تدرس علومهم فى جامعات أوروبا. 

وفى كلمته نقل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالمالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي تحيات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر للسادة الحضور، وأكد أن تلك الفعاليات هى من الأهمية بمكان للشباب فى ظل الأمواج الفكرية المتلاطمة التي تضرب عقول الشباب، سواء كانت تدعو للجمود أو الانحلال، لتصحيح المفاهيم المغلوطة. 
و شرح فضيلته عددا من المصطلحات كالحضارة والمدنية والثقافة، مبينا أن الدين لا يتعارض مع الحضارة بل هو أصل لكل تقدم، فأول آيات القرآن الكريم نزولا كانت عن العلم والتعلم  قال تعالى " إقرأ باسم ربك الذي خلق " وآيات القرآن الكريم حثت على العلم وطلبه، وأشادت بالعلماء، سواء كانوا علماء علم شرعي أو علوم تجريبية.
فالحضارة هى بناء روحي أخلاقي علمي، وأن الحضارة الإسلامية حضارة منبعها وأساسها العلم، وقد خرجت العديد من العلماء شرقا وغربا، علموا العالم الغربي فى عصور الظلام، وعلومهم تدرس بجامعات أوربا إلى الآن،
فحضاراتتا الإسلامية تجمع بين الروح والمادة، تعنى بالأمرين على السواء، عكس غيرنا من الحضارات التي تعني بالمادة وتتناسى الروح.
مشددا على ضرورة اهتمام الأمة الإسلامية بالدين والعلم على السواء لتعود لها السيادة والريادة كما كانت.