يواصل الشيخ محمد سعيد العجواني، ابن قرية أكوة الحصة التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، حصد الإعجاب بعد تألقه وفوزه في التصفيات الأخيرة بمسابقة دولة التلاوة، ليصبح واحدًا من أبرز الأصوات الشابة التي لفتت الأنظار خلال الفترة الأخيرة.
وُلد الشيخ العجواني في فبراير عام 1996، ونشأ في بيت محب للقرآن أتم حفظ كتاب الله وهو في العاشرة من عمره على يد الشيخ أحمد جمعة ابن قرية مشلة المجاورة، ثم انتقل لتعلّم القراءات على يد الشيخ ربيع علام بقرية مشلة أيضًا، وبفضل البيئة الإيمانية التي تربى فيها، صار صوتُه وأسلوُبه في التلاوة مزيجًا من الإتقان والروحانية.
يقول العجواني إن بداياته الفنية في التلاوة ارتبطت بالشيخ محمد أحمد بسيوني، قارئ المسجد الأحمدي في طنطا، مشيرًا إلى أنه تأثر به تأثرًا كبيرًا منذ طفولته، وكان والده، بارك الله في عمره، صاحب الفضل الأول بعد الله، يحرص على اصطحابه إلى مسجد السيد البدوي ليستمع إلى الشيخ بسيوني ويتعلّم منه، الأمر الذي صقل في داخله حب هذا الفن وقدرته على التميّز فيه، كما يؤكد أن والدته كان لها دور كبير في دعمه، فهي مستمعته الأولى وجمهوره الأهم الذي ينتظر رأيه دائمًا.
والعجواني متزوج وله من الاطفال ثلاث هم: سعيد 4 سنوات وساجد 3 سنوات وسجدة سنتين، ويقول العجواني، شقيقي الأصغر محمود لا يقل عني ويطلبه الناس ليأمهم في مساجد القرية، وسيكون امتداد للتلاوة في القرية ومحافظة الغربية.
شارك الشيخ محمد سعيد العجواني في مسابقات عالمية، من بينها سفره سابقًا إلى دولة قطر للمشاركة في المسابقة العالمية لتلاوة القرآن الكريم، وهي محطة مهمة أسهمت في توسع تجربته واحتكاكه بالكثير من القراء حول العالم.
ومع ظهوره الأخير عبر برنامج دولة التلاوة، عاد إلى ذهن بعض أهل قريته موقف محفور في الذاكرة، كان ذلك قبل سنوات طويلة، حين لم يكن عمره قد تجاوز الخامسة عشرة، وكان والده الحاج سعيد العجواني يجلس يستمع إليه بفخر داخل المنزل في شهر رمضان، كان الشيخ محمد يتلو القرآن قبل المغرب، فيما كان صوته يُذاع عبر مكبرات الصوت إلى الشارع الرئيسي أمام منزلهم، وكان المارّة يتوقفون أو يبطئون خطواتهم إعجابًا بجمال صوته، فينهالون عليه بكلمات التقدير والتشجيع، وهو ما أسهم في بناء ثقته بنفسه منذ تلك المرحلة المبكرة من عمره.
ويؤكد الشخ العجواني، أن ذلك المشهد – كما يرويه من عاصروه – يختصر قيمة الأب ودوره في بناء الموهبة داخل أبنائه، ودور الأسرة في صناعة قارئ موهوب يحمل القرآن صوتًا وروحًا، فقد كانت تلك اللحظات الأولى لبداية قارئ شاب استطاع اليوم أن يصل بصوته إلى ربوع مصر، ويُثبت حضوره في واحدة من أرقى المسابقات القرآنية.
واليوم، يواصل الشيخ محمد سعيد العجواني رحلته بثبات، مستندًا إلى إرث من المحبة والتشجيع والعلم، وإلى تربية نشأ فيها القرآن أساسًا، ليصبح واحدًا من الأصوات التي تراهن عليها الغربية ومصر في عالم التلاوة.