نظّم قصر ثقافة طنطا اليوم الأحد الموافق 23 نوفمبر 2025، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، محاضرة تثقيفية هادفة بعنوان “العنف ضد المرأة: أنواعه وآليات المواجهة”. وقد قدّمت المحاضرة الدكتورة هند فؤاد السيد، أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم بحوث المجتمعات الريفية بالمركز، ضمن جهود نشر الوعي بقضايا المرأة وتعزيز قيم المساواة والاحترام داخل المجتمع.
مفهوم العنف ضد المرأة
بدأت الدكتورة هند حديثها بتعريف شامل للعنف ضد المرأة باعتباره سلوكًا أو ممارسة تتسبب في ضرر جسدي أو نفسي أو لفظي للمرأة داخل الأسرة أو في المجتمع. وأوضحت أن العنف ليس مجرد تصرف فردي بل هو قضية اجتماعية معقدة ترتبط بالتنشئة والثقافة والظروف الاقتصاديه.
أنواع العنف
تناولت المحاضرة ثلاثة أنواع رئيسية من العنف، وقدمت أمثلة واقعية تساعد على فهم خطورة كل نوع:
• العنف الجسدي: يشمل الضرب والإيذاء البدني والحرمان من الرعاية الصحية، وهو الأكثر ظهورًا.
• العنف اللفظي: يتضمن الإهانة والسخرية والتقليل من شأن المرأة أمام الآخرين، مما يؤثر سلبًا على كرامتها وصورتها الذاتية.
• العنف النفسي: وهو الأخطر والأكثر خفاءً، ويشمل التهديد المستمر والعزل الاجتماعي والتحكم والابتزاز وإشعار المرأة بالذنب، وقد يؤدي لأزمات نفسية طويلة المدى.
أسباب ودوافع العنف
أوضحت الدكتورة هند أن أسباب العنف متعددة ومتشابكة، أبرزها:
• العادات والتقاليد الخاطئة التي تبرر السيطرة والتمييز.
• الجهل بالقوانين الحقوقية التي تحمي المرأة.
• الضغوط الاقتصادية التي تؤدي إلى تفاقم التوتر داخل الأسرة.
• أساليب التنشئة القاسية التي تطبع العنف كوسيلة تعامل.
• الإعلام غير الواعي الذي قد يعزز صورًا نمطية سلبية عن المرأة.
آليات المواجهة والحلول
قدّمت المحاضرة عدة حلول عملية يمكن أن تسهم في الحد من العنف ضد المرأة، منها:
• تمكين المرأة معرفيًا وقانونيًا وتعزيز وعيها بحقوقها وتحفيز مشاركتها في اتخاذ القرار.
• دور التعليم في ترسيخ ثقافة المساواة واحترام الآخر منذ المراحل المبكرة.
• الدعم الأسري والمجتمعي وتوفير بيئة آمنة للنساء المتضررات.
• تفعيل القوانين التي تجرّم العنف بجميع أشكاله وتطبيقها بصرامة.
• الدعم النفسي للنساء وبرامج إعادة التأهيل للرجال مرتكبي العنف لتصحيح السلوك.
شهدت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث طُرحت أسئلة حول كيفية اكتشاف العنف النفسي مبكرًا، ودور المرأة في حماية نفسها دون صدام، وكيف يمكن للبيئة الاجتماعية أن تدعم الضحايا. وقد أجابت الدكتورة هند بإسهاب، مؤكدة أن المواجهة تبدأ من الوعي الفردي وتستمر عبر التغيير المجتمعى.
اختُتمت الفعالية بالتأكيد على أهمية تعزيز الوعي بحقوق المرأة ومحاربة كافة أشكال العنف، مع توجيه الشكر للدكتورة هند فؤاد السيد على محاضرتها الثرية، ولجمهور قصر ثقافة طنطا على تفاعله ومشاركته في دعم رسالة التنوير والتوعية المجتمعية.