رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

ناصر أبو طاحون يكتب: جامعة طنطا ومسيرة تاريخية لدمج ذوي الهمم

أكثر من ٣٥ عاما و جامعة طنطا  تقدم نموذج محترم  في دعم  الطلاب ذوي الهمم ، حيث صدر قرار إنشاء  مركز رعاية ذوي الإعاقة في الجامعة في عام ١٩٨٩، كمركز لرعاية المكفوفين في الأساس ثم تطور أداءه ليشمل تقديم كل أنواع الدعم  لذوي الهمم في كل المجالات 

و تعد جامعة طنطا من أوائل الجامعات التي تبنت ملف  ذوي الهمم مبكرا  وقطعت فيه شوطا كبيرا  وصل لمراحل متقدمة تعتبر مفخرة للجامعة.

  و بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، واصلت الجامعة جهودها المتواصلة لدعم الطلاب من ذوي الإعاقة، من خلال خطة عمل شاملة تهدف إلى توفير بيئة أكاديمية دامجة بالكامل، وتحقيق إتاحة البنية التحتية المناسبة، وتقديم أحدث الخدمات التكنولوجية والتعليمية المتقدمة.

و عبر شهري  أكتوبر و نوفمبر نشطت الجامعة في المبادرة الرئاسية تمكين ذوي الهمم و دمهم في الحياة الجامعية يروح الأسرة  ، حيث تحتضن الجامعة هؤلاء الطلاب داخلها  لاحتضان أسرهم لهم

ولقد أسهمت مبادرة تمكين، المستلهمة من الرؤية الرئاسية، في تعزيز قدرة الجامعة  على توفير كافة الوسائل المساعدة والبرامج التدريبية التي تُسهّل عملية اندماجكم الكامل في الحياة الجامعية والأكاديمية،

ولما كانت جامعة طنطا في طليعة الجامعات التي نفذت تكليفات القيادة السياسية، بتنفيذ مبادرة  تمكين فقد  سارع مركز ذوي الإعاقة بالجامعة برئاسة الدكتور ممدوح المصري عميد كلية الأداب و المستشار السياسي لرئيس الجامعة  إلى تفعيل المبادرة  الرئاسية بشكل شامل، حيث استمرت فعالياتها على مدار شهري أكتوبر ونوفمبر في كافة كليات الجامعة، بهدف تحقيق الدمج، والإتاحة، والتمكين الفعلي لأبنائنا من ذوي الإعاقة.

 

و الحق  يقال  أن ريادة الجامعة في هذا المجال ليست وليدة اليوم، بل تؤكد مسيرتها التاريخية التزامها الراسخ في تحقيق السبق والريادة في خدمة الطلاب ذوي الإعاقة وفقا للأتى 

 

حيث يُعد مركز المكفوفين والمعاقين بالجامعة ثالث أقدم مركز على مستوى الجامعات المصرية، حيث تأسس بقرار رقم 318 بتاريخ 7 ديسمبر 1989.

وشهد المركز توسعاً جذرياً في عمله، ليشمل جميع أنواع الإعاقات (بدءا من 19 مارس 2020)، بعد أن كان مقتصراً على المكفوفين وذوي الإعاقات الحركية.

كما اتسع نطاق الخدمة ليغطي طلاب الدراسات العليا (منذ 16 مارس 2022)، بعد أن كان دوره قاصراً على مرحلة الليسانس والبكالوريوس.

 

و تواصل جامعة طنطا إزالة كافة الحواجز التي قد تعترض مسيرة  ذوي الإعاقة، ولذلك،حيث قامت بتنويع سُبل الإتاحة التي يقدمها المركز لتغطي خمسة محاور أساسية تعمل بتناغم لضمان تكافؤ الفرص

حيث يتم توفير الإتاحة الأكاديمية والتعليمي بضمان تساوي الفرص في الوصول إلى المحتوى الدراسي. بالتنسيق مع أعضاء هيئة التدريس، 

حيث يتم طباعة الكتاب الجامعي بطريقة برايل وتوفير تسجيلات صوتية ورقمية للمقررات، بالإضافة إلى تخصيص المقعد الأول في القاعات والمدرجات للطلاب ذوي الإعاقة، وتقديم كافة التيسيرات لطلاب الدراسات العليا.

أيضا  كانت الإتاحة التكنولوجية والرقمية حاضرة باعتماد الجامعة على أحدث التقنيات لضمان التمكين الرقمي. حيث تم تزويد المركز بـأحدث أجهزة الكمبيوتر والبرامج الناطقة، مثل برنامج "إبصار"، مع تقديم تدريب شامل للطلاب على استخدام هذه التقنيات، وإتاحة المحتوى الرقمي عبر وسائل التواصل لجميع أنواع الإعاقات.

 

كذلك وفرت الجامعة الإتاحة البنية التحتية والهندسية

بالحرص على جعل بيئة الجامعة صديقة للجميع. تم توفير منحدرات (رامبات) لتسهيل حركة ذوي الإعاقة الحركية، وتركيب إشارات وبروز أرضية لتوجيه المكفوفين. كما خصصنا سيارة مكيفة خاصة لنقل الطلاب بين الكليات والمدينة الجامعية والمركز، مع المتابعة الدقيقة لتطبيق كود الإتاحة الهندسي في جميع منشآت الجامعة.

بالاضافة إلى  توفير الإتاحة المادية والدعم الاجتماعي بالحرص على توفير شبكة أمان مالية واجتماعية.

حيث  يقدم المركز المساعدة في إنهاء إجراءات الحصول على دعم مادي من صندوق التكافل، والتواصل المستمر مع وزارة التضامن الاجتماعي لتأمين المنحة الدراسية للمكفوفين، بالإضافة إلى التنسيق مع الجمعيات الخيرية لتقديم دعم عيني يشمل الكراسي المتحركة والأجهزة التعويضية.

و كذلك نجاح الجامعة في تحقيق الإتاحة النفسية والمعنوية والتيسيرات الامتحانية، من خلال الاهتمام بالجوانب النفسية التي لا تقل أهمية عن الإتاحة المادية. وتنظيم دورات نفسية وورش عمل متخصصة لمساعدة الطلاب على تجاوز المعوقات. كما تم إعداد لجان امتحانية مخصصة، وتوفير القائمين بالكتابة للطلاب غير القادرين، وطباعة أوراق الامتحان لضعاف البصر على ورق A3 لتكبير الخط وتيسير عملية التقييم.

 

و الواقع أن  التطوير الذي نفذته الجامعة على هذا الصعيد  ليس مجرد إضافة خدمات، بل مثل التزام أخلاقي ومؤسسي من جامعة طنطا تجاه أبنائها. بهدف تخريج الطالب من  وهو لا يمتلك العلم فحسب، بل يمتلك أيضًا الثقة الكاملة بالنفس والقدرة على المنافسة في سوق العمل.

 

و تأتي المفاجأة الأخيرة على لسان الدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا   متمثلة في أن مهمة المركز لا تنتهي عند حدود القاعات الدراسية، بل تمتد لتشمل مرحلة ما بعد التخرج. وفي إطار رؤية الجامعة الشاملة للتمكين، حيث  يولي المركز أهمية قصوى لدور الطلاب كخريجين فاعلين، وذلك من خلال:

• التواصل المستمر مع الخريجين من ذوي الإعاقة لتوفير مسارات وظيفية حقيقية لهم.

• العمل يداً بيد مع مراكز التطوير المهني بالجامعة، لتقديم الدعم اللازم وتأمين فرص عمل تليق بإمكانياتهم وقدراتهم، بما يضمن دمجهم الاقتصادي والاجتماعي الكامل.

فإن هذا الاهتمام بمرحلة ما بعد التخرج يضمن أن تكون مبادرة "تمكين" ذات أثر مستدام وفعال في بناء مستقبل أبنائنا.

لقد كان حفل تكريم ذوي الهمم  في حفل ختام فعاليات مبادرة تمكين رائعا و مبهجة لأقصى حد و نحن نشاهد تكريم الأبطال في كافة المجالات من ذوي الهمم  ، و كذلك تكريم عمداء الكليات و الأساتذة الذين شاركوا في تنفيذ فعاليات المبادرة على مدار شهرين