يقينا .. هذا الوطن الغالى في حاجه لمسئولين يتناغمون مع ماهو قادم من جمهورية جديده ننشدها ، وعمران نتمناه ، من خلال رؤيه محترمه ، وإنصاف للقائمين على تطبيق هذا الحلم ليكون حقيقه ، لإدراكهم أن العطاء لابد أن يسبقه قناعه وإحترام وإمكانات ، وليس قهرا ، وخسائر ، لكن الحادث الآن أن منطلق تعامل مسئولين كثر ونهجهم في الإداره لايدفع في هذا التوجه العظيم على الإطلاق ، بل إنه يعمل على تقويضه ، وإفشاله ، وليس أدل على ذلك بإحترام شديد ، ومسئوليه أشد من هذا الحادث في هيئة الأبنية التعليمية بالغربية ، والذى أرى المسئولين عنها فى أزمه كبيره مرجع تلك الأزمه في تقديرى ككاتب صحفى متخصص منوط به طرح قضايا الوطن وهموم الناس بحثا عن مخرج يعظم فيه الإراده الوطنيه ، وراصدا لواقع الحياه عن قرب بحكم مسئولياتى النيابيه والسياسيه ، إفتقاد الإداره الحكيمه ، وإنفصال قادتها عن واقع الحياه الأمر الذى إنعكس سلبا على بناء المدارس ، وعدم الإنتباه بأن العمليه التعليميه ستتأثر لاشك سلبا بتلك الإداره ، وكم كنت أتمنى أن يكون قادة هيئة الأبنيه التعليميه بالغربيه على نفس المستوى الرائع أداءا ، وإداره ، ونهجا ، وتعاملا للواء يسرى الديب رئيس الهيئه العامه للأبنيه التعليميه ، لكنهم حقيقة فى معزل تام عن نهجه .
ببساطه شديده وبلا كلمات فخيمه ، وبالفلاحى ، سوق البناء تأثر سلبا بإرتفاع أسعار مواد البناء خاصة سعر طن الحديد ، ونظرا لعدم وجود مرونه من قادة الأبنيه التعليميه بالغربيه مع المقاولين الذين سيقومون ببناء مدارس تم ترسيتها عليهم ، تناغم مع هذا الإرتفاع الجنونى فى اسعار مواد البناء ، إضطر مقاولين كثر من دفع الشرط الجزائى لأنه أقل ضررا من إنشاء المدارس التى تعاقدوا على بنائها .
أمام هذا التراجع الرهيب كان هناك مقاولين قد شرعوا في بناء مدارس تم ترسيتها عليهم ، وأصبحوا مضطرين لإستكمال المدارس نظرا لبدء عمليات التشييد متحملين خسائر فادحه ، لكن المأساة أن مدير هيئة الأبنية بالغربية بدل أن يكرمهم ، ويشكرهم ، ويعمل أقصى مافى وسعه لتقليل الخسائر التي ستلحق بهم نجده يحملهم فوق طاقتهم ، في محاوله منه ليعلمهم الأدب على إلتزامهم ، ففرض عليهم إقامة ملاعب كرة قدم بمدارس البنات بتكلفة 150 ألف جنيه بما يمثل قهرا بشعا ، بالضبط كما حدث بشأن مدرسة على محمد أحمد الإعداديه بنات بمنطقة سيجر بطنطا ، لاأعرف االحكمه من ذلك ، مما إضطر المهندس المقاول عرض الأمر على الرائع بحق اللواء يسرى الديب والذى وافق بدوره على عدم إقامة تلك الملاعب .
تنفس المقاول المهندس الصعداء بعد هذا الإنصاف من اللواء يسرى الديب ، لكن مدير هيئة الأبنيه التعليميه بالغربيه لم يلتزم بتطبيق التأشيره بحجة أنها لم تصله رسمي من مكتب رئيس الهيئه ، وتمسك بقراره ، لكن المأساه عندما تواصل معه اللواء يسرى الديب رئيس الهيئه أخبره أن إنشاء الملعب يأتي تحقيقا لرغبة الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه وأحلامه ، أي والله العظيم حدث هذا ، وأيمانات المسلمين حدث هذا ، وكأن أحلام السيد المحافظ ورغباته باتت قرارا ينفذ وبقوه ، أما المقاولين فى ستين داهيه ولاضير أن بيوتهم ستخرب المهم عند مدير الهيئه بالغربيه تحقيق احلام معالى المحافظ ، كنت أتصور أن يقول مدير هيئة الأبنيه التعليميه بالغربيه أنه من المهم أن تتضمن المدارس ملاعب لأنها مظهر حضارى يجب أن يكون في المدارس حتى مدارس البنات ، لكننا نسينا أن تتضمنه كراسة الشروط الخاصة بالبناء ، لذا يتعين إقامة تلك الملاعب وفق آليات قانونيه ، ومنطلقات إداريه ، وقواعد معمول بها بين هيئة الأبنيه والمقاولين الذين سيتم تعويضهم لإلتزامهم ، أما أن يجعل أحلام المحافظ ورغباته مبررا فقد خانه التوفيق ، ولم يدرك السيد المهندس المحترم مدير هيئة الأبنيه التعليميه بالغربيه ولايعى أن الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه من أروع المحافظين الذين تشرفت بهم الغربيه قائدا لها ، ولايمكن أن تكون تلك توجيهاته ، وإذا كانت فإنه لايمكن أن يرضيه أن يكون التطبيق بهذا الشكل الذى يصدر إساءه بالغه للإداره المصريه التي نفخر أن يتولى جانبا منها شخصه الكريم ، وهذا عن حق بل وسبق أن كتبت أن الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية سيتعب كل من سيأتى بعده من المحافظين بعد هذا الجهد الكبير الذى يبذله والعطاء الذى أذهل الجميع .
قد لايتفاعل أحدا من المسئولين مع ماطرحت كما ترسخ في يقين عموم الناس وضمائرهم ، ومن لديهم مشكلات ، ظنا منهم أن الصحافه ماتت ، وصاحبة الجلاله إنتهك عرضها على رؤوس الأشهاد ، لكننى تربيت في كنفها عندما كانت صاحبة الجلاله وستظل في يقينى صاحبة الجلاله ، لذا أصدع بالحق وأترك تلك الكلمات للتاريخ حتى يدرك الأجيال القادمه بعد رحيلى أننى صاحب قضيه وطنيه ، ولست من المغيبين وهذا يكفينى تاريخيا ، لكننى على ثقه كبيره أن بهذا الوطن مسئولين كرام ، أحسن منى أداءا ، وأحرص منى على هذا البلد ، ولديهم وطنيه أفضل منى ، سيضعون ماطرحته أمام أعينهم مدركين خطورة أن يدب الإحباط في كيان الناس بتجاهل همومهم ، وسيكون لهم موقف يعظمون فيه الإراده الوطنيه ويرسخون للحقيقه ، وسيكون لهم موقف حيال القضيه التي طرحتها في القلب منهم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ، والدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه ، واللواء يسرى الديب رئيس هيئة الأبنية التعليمية .
الكاتب
نائب رئيس تحرير الجمهورية
عضو مجلس الشعب السابق
مستشار التحرير لمؤسسة الرأي العام