نظم نادي الأدب بقصر ثقافة طنطا، برئاسة الشاعر البيومي محمد عوض، ندوة ثقافية فكرية متميزة لمناقشة كتاب «النزعة العلمية والإلحاد» للمفكر والأديب الكبير الدكتور أمان قحيف، وذلك بقاعة الفنون بالمركز الثقافي بطنطا، ضمن أنشطة وفعاليات نادي الأدب الهادفة إلى تعزيز الوعي الفكري ومواجهة القضايا المعاصرة.
شارك في مناقشة الكتاب الدكتور هيثم فهيم، أستاذ الدراسات الإسلامية، والكاتب والقاص الكبير محمد العزوني، فيما أدار الندوة الكاتب فخري أبو شليب، وذلك تحت إشراف نجلاء نصر، مديرة قصر ثقافة طنطا، وبحضور نخبة من الأدباء والكتاب والمثقفين والمهتمين بالشأن الفكري.
وتناولت الندوة محاور الكتاب الذي يتكون من أربعة فصول، يقدم خلالها المؤلف معالجة فكرية وعلمية موثقة لظاهرة الإلحاد، معتمدًا على المنهج العلمي في تحليل جذور النزعة الإلحادية، والتمييز بين العلم كمنهج بحثي والعلموية التي تُوظَّف أحيانًا لنفي البعد الغيبي أو القيمي.
وأوضح المشاركون أن النزعة العلمية، كما يطرحها الكتاب، تقوم على احترام العقل والمنهج التجريبي دون تعارض مع الإيمان، مؤكدين أن الاكتشافات العلمية الكبرى لم تكن يومًا دليلًا على نفي وجود الخالق، بل كشفت عن دقة النظام الكوني وتعقيده، بما يعزز الإيمان لا العكس.
كما ناقشوا أخطاء بعض الطروحات الإلحادية التي تعتمد على تعميمات غير علمية أو توظيف انتقائي للعلوم الطبيعية بعيدًا عن سياقها الفلسفي والمعرفي.
وأكد المتحدثون أهمية تقديم خطاب ثقافي وعلمي متوازن في مواجهة الأفكار الإلحادية، يعتمد على الحوار والعقل والمنطق، بعيدًا عن الإقصاء أو الاتهام، مع ضرورة دور المؤسسات الثقافية في فتح مساحات للنقاش الواعي، خاصة بين الشباب.
واختُتمت الندوة بتوصيات تدعو إلى تكثيف الفعاليات الفكرية التي تربط بين العلم والإيمان، وتقديم نماذج معرفية رصينة تسهم في تحصين المجتمع فكريًا، وتعزيز ثقافة التساؤل الواعي القائم على البحث والدليل.