رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الدُّكْتُورُ مَحْمُودُ الْهُوَارِيُّ يَكْتُبُ: «آخِرُ مَا يَبْقَى مِنْ دِينِكُمُ الصَّلَاةُ»

من التَّوجيهات الَّتي ينبغي أن تُتلقَّى بعين العناية وتسمع بالقلب مع الأذن قول عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «آخِرُ مَا يَبْقَى مِنْ دِينِكُمُ الصَّلَاةُ».
وأتصوَّر أنَّ هذه الصَّلاة الَّتي هي آخر ما يبقى من الدِّين لها شأنٌ آخرُ، ولها مواصفاتٌ خاصَّةٌ؛ فليست هي القيام والقعود فحسب، وليست هي قراءة فاتحة الكتاب وما تيسَّر من القرآن بعدها فقط، فهذا ممَّا عُني الوحي الثَّاني ببيانه، وهذا مطلوبٌ من النَّاحية الفقهيَّة، وبالمناسبة الوحي الثَّاني هو السُّنَّة النَّبويَّة الَّتي لا غنى عنها.
ولكن ما استوقفني في كتاب الله عزَّ وجلَّ حديث الآيات عن الصَّلاة؛ فإنَّه يتحدث عن إقامتها لا أدائها، وكأنَّها بناءٌ مكون من أجزاء متماسكةٍ، لا يشذُّ جزءٌ عن جزءٍ؛ قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]. 
ويتكلَّم عنها على أنَّها وسيلةٌ يستعان بها، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].
ويتكلَّم عن نتيجة الصَّلاة في ضبط حراك الحياة فيقول: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
ولذا يجب علينا ونحن نصلِّي أن نتذوق الصَّلاة -إن صحَّ هذا التَّعبير- أن يشعر المصلِّي بمعنى ما يقرأ، وأن يحسَّ بمضامين ما يقول، وأن يملأ قلبه بالتَّعظيم والإجلال والخضوع حال ركوعه وسجوده، وأن يعيش معنى الوصل في هذه الرِّحلة القصيرة، الَّتي ينقرها البعض نقرًا وكأنَّما يتعجَّل إنهاء اللِّقاء مع الله.
اللهم ارزقنا البصيرة.


فضيلة الدكتور محمود الهواري 
الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف