شهد معبد الكرنك، أولى الجولات الميدانية لفعاليات الملتقى الثقافي الثالث والعشرين لثقافة وفنون الفتاة والمرأة الحدودية، ضمن مشروع "أهل مصر"، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بمحافظة الأقصر حتى 4 يناير المقبل، تحت شعار "يهمنا الإنسان".
استهلت الجولة بتعريف المشاركات بتاريخ معبد الكرنك الذي يعد أحد أضخم المجمعات الدينية والتاريخية في العالم، وتعود أصوله إلى عصر الدولة الوسطى نحو عام 2000 قبل الميلاد، واستكمل بناؤه خلال عصر الدولة الحديثة، ليضم مجموعة من المعابد المخصصة للمعبود آمون، وزوجته موت، وابنهما خنسو، والتي ربطت فيما بينها بمسارات معمارية متميزة.
كما تعرفت الفتيات على المكونات المعمارية للمعبد والتي تشمل قاعة الأعمدة الضخمة، وغرفة مخصصة للمعبود آمون، إلى جانب محور شرقي غربي يضم ست بوابات، ومحور آخر شمالي جنوبي يضم أربع بوابات، وتتوسطهما الساحة المفتوحة المخصصة لعامة الشعب.
وتواصلت الجولة التي شهدت حضور د. دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر "للمرأة"، بالتعرف على تاريخ البحيرة المقدسة التي استخدمت في الطقوس التطهيرية وتقديم القرابين،
كما شملت الجولة التعريف بطريق الكباش الذي يربط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر، ويضم نحو 1200 تمثال، وأعيد ترميم أجزاء منه في العصر الحديث.
واختتم اليوم بشروحات عن الاحتفالات التي كانت تقام بالمكان، من أهمها عيد "الأوبت" الذي كان يحتفل به بعد انتهاء موسم الحصاد بين شهري سبتمبر ونوفمبر.
ينفذ الملتقى من خلال الإدارة العامة لثقافة المرأة، وبإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، وبالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي بإدارة محمود عبد الوهاب، وفرع ثقافة الأقصر برئاسة حسين النوبي.
ويتضمن برنامج الملتقى تنظيم لقاءات توعوية وتثقيفية تتناول موضوعات متنوعة، بالإضافة إلى أمسية ثقافية ودوائر للدعم النفسي، وذلك بمشاركة 110 فتاة من محافظات: الوادي الجديد، شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر "الشلاتين وحلايب وأبو رماد"، مطروح، وأسوان، إلى جانب مشاركات من محافظتي القاهرة والأقصر.
كما يشمل البرنامج عددا من الزيارات الميدانية لأهم المعالم الأثرية والسياحية بمحافظة الأقصر، وبعض الجولات الحرة.
ويعد مشروع "أهل مصر" أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، وينفذ في إطار البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.