مع اقتراب الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تشهد الأسواق ازدحامًا وإقبالًا كبيرًا من قبل المستهلكين على شراء الحلويات والشيكولاتة، تمهيدًا لاحتفالات عيد الفطر المبارك، حيث يتجه سكان الغربية نحو شراء مختلف أنواع الحلويات التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد، وتزداد المحال التجارية للحلويات والمكسرات استعدادًا لاستقبال العملاء، خاصة الأسواق الكبري التي تتميز بوجود تشكيلات كبري من الحلوي والشيكولاتة والمكسرات، كسوق درب الأتر في طنطا، والعباسي بالمحلة الكبري، والعطارة بزفتي.
ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك، يعتبر شراء الحلويات والمكسرات أحد العادات والتقاليد المتوارثة في المحافظة، وفي مصر بوجه عام، حيث يملأ البيوت بأجواء الفرح والاحتفال، وتقدم المحال التجارية العديد من أنواع الحلويات والمكسرات المتنوعة التي تكمل جمالية المجالس والمنازل خلال فترة العيد، فمن بين هذه الحلويات الشرقية التقليدية والشوكولاتة الفاخرة والمكسرات بأنواعها المختلفة، والمسليات التي تُصنع بالمنزل كالترمس والحمص والحلبة، وغيرها من التراث المصري الأصيل.
تطور كبير
وقد شهدت حلوى العيد تطورًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، حيث لم تعد تقتصر مكوناتها على السكر والسمسم فقط، بل أصبحت تتضمن تشكيلة متنوعة من الشوكولاتة الفاخرة التي تعتبر من الأصناف التي تقدم خصيصًا في مناسبات الاحتفال، وأصبحت الشوكولاتة إحدى الهدايا الرئيسية التي يقدمها الأفراد والعائلات للضيوف والزائرين خلال أيام العيد.
ويقول أحمد القرشي، أحد كبار تجار الحلوي بطنطا، إن الإقبال على شراء الحلويات هذا العام تراجع قليلًا مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار، ومع ارتفاع تكاليف المواد الخام وتكاليف التصنيع، فقد اضطر التجار إلى رفع أسعار المنتجات، مما أثر على كميات الشراء التي تم تسجيلها، واكتفي بعض المستهلكين بنصف أو ربما أقل من الكميات التي كانوا يشترونها في العام الماضي.
وأضاف تتفاوت أسعار الشوكولاتة بين 180 جنيهًا للكيلو و950 جنيهًا وأكثر، وتبدأ أسعار حلويات العيد الأخرى كالجلي والملبن والنوجا، من 90 جنيهًا للكيلو، أما أسعار المكسرات، فيتراوح سعرها بين 300 جنيه و500 جنيه، وتتراوح أسعار الترمس بين 25 جنيهًا و50 جنيهًا، وسعر الحمص يبلغ حوالي 65 جنيهًا، وسعر الحلبة 45 جنيهًا.
فيما قال السيد سرور، تاجر من المحلة، تشهد السوق إقبالًا فوق المتوسط من المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية على شراء الحلويات، حيث أصبحت الحلويات والمكسرات جزءًا أساسيًا من احتفالات عيد الفطر المبارك، وقد أشار التجار إلى أن الإقبال على الحلويات هذا العام يعد أقل بكثير مقارنة بالأعوام السابقة، بسبب زيادة الأسعار التي تأثر بها العالم كله وليست مصر فقط.
مؤكدًا أن ارتفاع الأسعار عامل تحدٍ يواجهه التجار، إلا أن الإقبال الكبير على الحلويات والشيكولاتة ما زال يعكس القيمة الثقافية والاجتماعية لهذه المناسبة، وعلى الرغم من أن الكميات المبيعة قد تكون أقل من العام الماضي، إلا أن الحلويات ما زالت تلعب دورًا هامًا في إضفاء البهجة والفرحة على الأجواء الاحتفالية ويقصد الجميع شراءها.
نشاط السوق
بينما قال أحمد عبدالجواد، تاجر شيكولاتة ومكسرات بزفتي، تعزى زيادة الإقبال على شراء الحلويات والشيكولاتة قبيل عيد الفطر إلى عدة عوامل، أحد العوامل هو الطابع التقليدي والثقافي الذي يرتبط بشراء الحلويات في هذه المناسبة، حيث يعتبر تقديم الحلويات للضيوف والأقارب من العادات المتبعة والمحبوبة، كما أن الحلويات تعكس الفرحة والسعادة التي تصاحب حلول عيد الفطر، وتسهم في بناء جو من المودة والترحاب بين الناس، ولن يكف الناس عن شرائها مهما علا وارتفع سعرها، إلا إنهم يلجأون لتقليل الكميات.
وأضاف عبدالجواد، وعلاوة على ذلك، يرجع الإقبال على الحلويات إلى التغيرات في تفضيلات المستهلكين وتنوع الخيارات المتاحة في السوق، فقد أصبحت الحلويات الشرقية التقليدية تتنافس مع الشوكولاتة الفاخرة والحلويات الغربية في جذب اهتمام الناس، وهذا يعكس قدرة المستهلكين على تلبية احتياجاتهم المتنوعة واختيار ما يناسب ذوقهم الشخصي، وهذا يدفعهم إلي توفير تشكيلة واسعة من المنتجات، كما يقومون بتقديم عروض خاصة وتخفيضات لجذب المزيد من العملاء.
واختتم عبدالجواد، حديثه لـ"الرأي العام" قائلًا: يُعَدُّ الإقبال على شراء الحلويات والشيكولاتة قبيل عيد الفطر إشارة إيجابية على نشاط السوق وتعافي قطاع الحلويات والمكسرات، وتعتبر هذه الاحتفالات فرصة مهمة للتجار لزيادة مبيعاتهم وتحقيق أرباح وإثبات لرواج السوق المصرية، وتعويض الركود الحادث منذ فترة، ويعكس إيضًا بدء تعافي القوة الشرائية للمواطن المصري.