وقف الأب مشدوهاً أمام شاشة التلفاز تنطلق منه زفرات ثم نفرات متأسياً لما يحدث من قتل ودماء لأطفال غزة رمز الصمود والعزة رصاصات المحتل الغاشم تلاحق الصبية الصغار والشيوخ الكبار والأمهات المشردين بحثاً عن مأوى آمن لأولادهم، الجرحى والدماء فى كل مكان، الأب يرفع يده للسماء داعياً اللهم انصر أهل غزه وألطف بهم يارب العالمين، على مقربة كانت يقف الإبن أياد يسئل أبيه عما يحدث؟ وماذا يريد هذا العدو الغاشم؟ الأب يابنى هذا صراع طويل بين الخير والشر بين الحق والباطل؟ شعب يملك الأرض ولايملك حق تقرير مصيره؟ وقوة غاشمه تسرق الأرض وتندس ترابها و تختلق تاريخا وحق باطل.. دنست قدامهم أرض فلسطين الحرة مع وعد بلفور الإنجليزى عام 1917 م بأرض ليت ملكهم فقط أعطى من لايملك وطناً لمن لايستحق أراد المحتل البريطانى أن يجمع يهود العالم من بنى صهيون فى أرض فلسطين المباركة تحت راية الجيش البريطانى المحتل، وبدأت المعارك والحروب من أجل البقاء وتوطيد الاحتلال فى 1948 م، والهزيمة المؤلمة فى عام 1967م لتستمر رحلة الشيطان من الإستيطان والعربدة و سفك الدماء التى حرم الله قتلها فى كافة الأديان واالكتب السماوية ومنها التوارة والإنجيل والقرآن‘ يابنى انها قضية البقاء والصمود لشعب فلسطين الأبية أصحاب الأرض فمنذ عهد الكعنانيين القدماء أهل يبوس التى أسماهم الفراعنة بها، وكانوايسكنون الأرض قبل أن يدخلها سيدنا داوود عليه السلام بمايزيد عن ألفى عام قبل الميلاد وأنقسمت مملكة داوود بعد وفاة ابنه النبى الملك سليمان الى مملكتين اسرائيل فى الشمال وعاصمتها نابلس، ومملكة يهوذا فى الجنوب وعاصمتها أورشليم واستولى الآشوريين على هذه الممالك وقضى نبوخذ نصر عليها ونفى اليهود الى بابل ، وانطمس وجودهم تماماً، وتاهوا فى الأرض 40 عاما فى عهد سيدنا موسى كما ذكر القرآن الكريم، واستمر تيهم فى بلاد العالم قاطبة لاوطن ولاأرض ولا تاريخ، فقد طردهم كافة ملوك أوروبا بسبب فسادهم واستحلالهم الربا وكثرة مؤامراتهم على الشعوب، وحينما استولى الصليبين على القدس قبل أن يحررها البطل المسلم صلاح الدين الآيوبى قتل الصليبيون من فيها من يهود ورحل مارحل منهم ، بينما أتى الفارس العربى العظيم صلاح الدين بالسلام والحب والموده لكل من هم على غير الإسلام من الأقليات التى تسكن بلاد فلسطين الحبيبة، وهكذا يابنى هؤلاء لاأرض لهم ولامكان يأويهم والتاريخ الذين يحاولون تزيفه يتبرأمنهم، ومن أكاذيبهم فلاحق لهم فى القدس ولا المسجد الأقصى فقد بنى مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان ، وقام خلفاء المسلمين بالعناية بالأقصى وأطلقوا على أبوابه أسماء الأنبياء كباب داود وسليمان وغيرهم، يابنى أنهم شعوب مجرمة عنصرية لاعهد لهم ولاميثاق، وقديما صورهم الكاتب الإنجليزى الشهير وليم شكسبير فى روايته تاجر البندقية من خلال صورة التاجر اليهودى المرابى الذى تآمر على تاجر مسيحى محب للناس غير مستغل لحاجتهم وكاد أن يقضى عليه قضاءً مبرماً لولا وقوف الناس مع قضيته العادلة، فقد ذاقت الشعوب الغربية الويلات منهم وذاق العرب الويلات والويلات منهم ، وسينصرون الله عليهم وستعود القدس آبية حرة، وعلينا أن نكون قوة متحدين فى مواجهة هذا المتغطرس عدو الإنسانية والأديان.