رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الدكتور محمد طه يكتب: نفاذ الطاقة

في زحمة المهام وضغوط الحياة، يصل الإنسان أحيانًا إلى مرحلة يشعر فيها بأن طاقته تُستنزف يومًا بعد يوم. لا يعود الأمر مجرد تعب عابر، بل إحساس عميق بالإحباط وفقدان الشغف، وكأن كل خطوة في طريق العمل أصبحت أثقل من التي سبقتها. وهذه الحالة لا تنشأ من فراغ، بل تتشكل بفعل عوامل متراكمة تضغط على النفس حتى تضعف.

أسباب نفاد الطاقة في بيئة العمل :

- طبيعة العمل الروتينية التي تُكرر ذاتها بلا تطوير أو معنى، فتجعل الفرد يشعر بأنه يدور في دائرة مغلقة دون أثر حقيقي.
- مدير متسلط أو غير واعى، يُقلل من الجهد، يراقب أكثر مما يوجّه، وينتقد أكثر مما يقدّر، فيخلق جوًا من التوتر المستمر.
- زملاء يثقلون المناخ العام؛ تنافس غير صحي، أحاديث جانبية سلبية، أو تحميل الآخرين أخطاءهم، مما يجعل بيئة العمل مرهقة نفسيًا.
- دخل ضعيف لا يتناسب مع الجهد المبذول، فيخلق فجوة داخلية بين ما يقدّمه الفرد وما يحصل عليه، فيتراجع الحماس تدريجيًا.
-:غياب التقدير والاعتراف، وهو من أكثر الأسباب أثرًا؛ فحين يعمل الإنسان دون كلمة شكر يشعر بأن وجوده لا يُحدث فرقًا.

 كيف نُعيد شحن طاقتنا؟ 

- راعى نفسك أولًا:
قبل العمل وبعده، خصّص وقتًا للعناية بذاتك: نوم كافى، رياضة بسيطة، لحظة صمت، أو نشاط يمنحك متعة صغيرة. لا أحد يستحق أن تخسر صحتك من أجله.

- ضع حدودًا واضحة:
لا تُحمّل نفسك فوق طاقتها، ولا تسمح لأحد—مديرًا كان أو زميلًا—أن يتجاوز حدودك المهنية. الحزم يحمي طاقتك أكثر مما تتصور.

- ابحث عن معنى أصغر داخل العمل:
ربما لا تستطيع تغيير طبيعة الوظيفة، لكن يمكنك إيجاد أجزاء تمنحك شعور الإنجاز: إتقان مهمة، ابتكار طريقة جديدة، أو مساعدة زميل يحتاج دعمك.

- طوّر نفسك ولو خطوة صغيرة يوميًا:
مهارة جديدة، دورة قصيرة، قراءة متخصصة… التطوير الشخصي يفتح أبوابًا لم تكن تحسب لها حسابًا، وقد يكون طريقك للخروج من الإحباط أو الانتقال إلى عمل أفضل.

- تحدّث مع من يثق بك :
شارك ما تشعر به مع شخص حكيم؛ أحيانًا لا نحتاج حلًا جاهزًا بقدر ما نحتاج إلى من يُعيد ترتيب أفكارنا ويُشعرنا أننا لسنا وحدنا.

- خطط للخروج الذكي إن لزم الأمر :
 إن كانت بيئة العمل مستنزفة بشكل لا يُحتمل، ضع خطة واقعية للانتقال: توفير ادخار بسيط، البحث بصمت عن بدائل، وتطوير المهارات المطلوبة. 

الرحيل ليس هروبًا… بل حفاظًا على بقية ما تبقّى من روحك.

نفادُ الطاقة ليس عيبًا ولا ضعفًا؛ إنه نداء داخلي يطلب الراحة، التغيير، أو إعادة التوازن.
 استمع لهذا النداء جيدًا، وامنح نفسك ما تستحقه من احترام واهتمام. 
فالمعركة ليست مع العمل… بل مع الطريقة التي نسمح بها للظروف أن تُعيد تشكيلنا.

 

الدكتور محمد طه

استاذ بكلية التربية جامعة