رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الدكتور محمود الجندي يكتب: سحر الإعلام العجيب

الإعلام ومصائب المجتمع
هناك تساؤل رئيسي يثور .. هل يمكن إنقاذ المجتمع بالنهوض بالأعلام؟
نعم... أقولها وأنا أعي تماما كل ما أقول وهذه نتائج أبحاث علمية بذلنا فيها مجهود سنين وليس أيام أوشهور.
الأعلام Media بقوته المؤثرة في العقول والنفوس وتغيير  السلوكيات هو قادر علي توجيه الناس بطريقته الساحرة الأرادية أو اللاأرادية بتأثيره علي الوعي  consciousness واللاوعي Unconsciousness  وسيطرته علي العقل البشري فهو يوجه الأفراد لأن يفعلوا ويسلكوا بسلوك معين إيجابي كان أو سلبي.. قادر علي دعم الأتجاهات الأيجابية أو السلبية العدوانية.وتغيير إتجاهاتهم Change attitudes سواء للافضل أو الأسوأ الرديء.
الأعلام قادر علي بث الأنتماء والولاء الوطني والأجتماعي وأيضا هو قادر علي بث مشاعر الأغتراب والكراهية للمجتمع وإفراز مجرمين وقتله وشخصيات مضادة للمجتمع   Anti social personality  بل شخصيات سيكوباتية مريضة مضلة قاتلة.
نعم بالأعلام يا سادة..
الأعلام  المرئي والسوشيال ميديا خاصة الفيس بوك. والتيك توك والواتس آب والماسنجر وتويتر( x ) وأيضا الصحافة الأليكترونية والمواقع المرئية عموما.
حينما تركنا الأعلام بلا رقابة ولا ضوابط نشر.ولم نلتزم بميثاق الشرف الأعلامي الذي يعلمه الأعلاميين الحقيقيين ويدرسه طلاب الأعلام بالجامعات والكليات.
نعم حينما خنقنا أعلام الدولة  المحترم وحجمنا دوره لصالح رجال الأعمال...وأطلقنا العنان والحرية للقنوات الخاصة غير المؤهلة لقيادة المجتمع أعلاميا ولا أخلاقيا فكانت النتيجة مصائب وجرائم لا حصر لها وكل يوم نصحو علي جريمة بالمجتمع.
يا سادة للأعلام سحر وجاذبية(كاريزما) تؤثر لا شعوريا علي المتلقي...فكم من شاب وشابة تمني أن يفعل مثل هذا النجم أو هذا الممثل أو البطل...
وكم من شيوخ دين أثروا في البسطاء وأستحوذوا علي عقولهم ومشاعرهم وسلوكياتهم. 
الكاريزما Charisma ببساطة هي سحر جاذبية الشخصية... لذلك نقدم شخصيات نتيجتها تدمير المجتمع  مثل نمبر وان وعبده موته وتجار الجنس والمخدرات ومحترفي القتل والدمار والهلاك ومواد درامية سطحية تخلو من الهدف الأسمى. 
تركنا بعض أشباه الأعلاميين ليضللوا المجتمع ويرفعوا الحنق والحقد والكراهية في نفوس الناس  مثلا هناك مذيعة مطلقة وفاشلة في حياتها الأسرية تصر علي تدمير كل سيدات المجتمع وتدفعهم لعداء الأزواج بكل السبل وتدعو للطلاق لأتفه الأسباب بدعوي المساواة وتم الطلاق لألاف من الأسر بسبب هذه المذيعة المريضة نفسيا ..وهذا المذيع الفاشل المروج لأفكار سيده وولي نعمته من خارج الوطن والآخر الذي يروج لأكلات الطبقة العليا من المشويات والحلويات وغيرها وهو لا يعلم أن غالبية المشاهدين لا تمتلك سعر دجاجة لوجبة غذاء أسرته. هذا علي سبيل المثال. 
 بينما نجد النجم الرياضي محمد صلاح وهو مثال جيد للكاريزما والابداع والقدوة الرياضية لماذا لا تبرز الوسائل الأعلامية الناجحين أمثاله في شتي المجالات للأسف الفشلة يسيطرون..
الحل لنجدة المجتمع في يد الأعلام وعودته لقيادة الناس وإرشادهم وتوجيههم بكل سبله المؤثرة وسن قوانين تنظم وتراقب استخدام السوشيال ميديا حتي لا تتحول لخنجر يطعن المجتمع في قلبه بل ورقبته.
أقسم بالله العلي العظيم أني أعلم أن الأعلام لو أسندت قيادته لمن هو دارس وخبير ولديه خطة لأنتشال هذا المجتمع من ذلك المستنقع لحدث تغير للأفضل وقلت الجرائم الأجتماعية والأخلاقية.
فلنغير محتوي المسلسلات من الخلاعة والميوعة  والمخدرات والجنس والقتل والتفجيرات ولقطات الدماء والموت... ولنعرض الإيجابيات والأخلاق الحميدة ولنبث أفكار النجاح ونماذج الناجحين المكافحين المبدعين... فلتعود البرامج الموجهة الإيجابية الهادفة لدعم تماسك وقوة المجتمع. 
أين مسلسلات مثل ليالي الحلمية وأضواء المدينة والمال والبنون وبرامج مثل العلم والإيمان ونور علي نور وعلي الطريق ومسؤل علي الهواء وغيرها. 
الأعلام سلاح قوي للنهوض بالمجتمع أو تدميره.
(إذا أسند الأمر لغير أهله فأتتظروا الساعة..حديث شريف)..أعطي العيش لخبازه. مثل شعبي.
أيها الأعلاميون الأفاضل مجتمعنا أمانة في رقابكم وستسألون عن الأمانة والمسؤلية. 
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .

 د/محمود الجندي 
  دكتوراه سيكولوجيا الاعلام. والخبير الأعلامي                       .