رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

اللواء أحمد عبد البر يكتب: العهر السياسي..

مع الإعلان عن توقيت الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، تعيش الساحة السياسة حالة من الفوضى والإنقسام، حيث انحدر الخطاب السياسي إلى مستويات غير مسبوقة من الإنحطاط، تحول التنافس الإنتخابي، الذي يفترض أن يكون ساحة للإبداع الفكري والبرامج الإصلاحية، إلى حلبة للصراعات الشخصية والشتائم المبتذلة بين الخصوم.
ففي هذا المناخ الإنتخابى المسموم، يتبادل السياسيون  والإعلاميون الإتهامات بلغة تفتقر إلى الحرفية والأخلاق، حيث تظهر التسجيلات الصوتية والمقاطع المصورة التي تبرز صراعات ومشاجرات لفظية، تُظهر عالماً من المكايد والتحريض.
ولم يعد الأمر مقتصراً على البرامج الإنتخابية، بل تطور ليصبح استعراضاً للقدرة على الخوض في أعراض الآخرين، مما يعكس واقعاً مروعاً يعيشه المواطن، الذين أمسى ذاهلاً أمام ما يحدث.
الأحزاب السياسية التي من المفترض أن تعمل لمصلحة الوطن والمواطن، تجد نفسها غارقة في مستنقع المكايد، متجاهلة تماماً البرنامج الإنتخابي الحقيقي، وتتسابق بعض الشخصيات إلى تشويه صورة المنافسين، مستخدمة كل الوسائل المتاحة، سواء كانت أدلة ملموسة أو افتراضات مبنية على شائعات، وهذا يشير إلى غياب الإستعداد الحقيقي لتقديم حلول جذرية لمشاكل المعيشة والاقتصاد التي يعاني منها الشعب.
ولعل أخطر ما في هذه الظاهرة هو أنها لا تسهم فقط في خفض سقف التوقعات السياسية، بل تؤسس لثقافة من السلبية والإحباط في المجتمع. 
كان من الأجدر أن يركزوا على بناء جسور من الثقة مع المواطنين، وتعزيز المشاركة السياسية الفعالة، بدلاً من الإنغماس في صراعات تؤدى إلى تعزيز الفجوة بين الحكومة والشعب. 
الإنتخابات البرلمانية قد تمثل فرصة حقيقية للتغيير، لكن هذا يتطلب منا جميعاً أن ننظر بعين فاحصة لما يجري، وأن نرفض أن نكون جزء من هذا العهر السياسي الذي يدمر الأمل في غد أفضل؛ فمن الواجب أن نعيد التركيز على القضايا الجوهرية، مع محاسبة من يحاول إستغلال العملية السياسية لأغراض شخصية، حتى لا تتحول الديمقراطية إلى مجرد واجهة سقيمة.

بسم الله الرحمن الرحيم 

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} 

صدق الله العظيم